ترك برس
تناول تقرير في شبكة الجزيرة القطرية دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى إجراء "تغييرات شاملة" في المناصب العليا لحزب العدالة والتنمية، قبل الانتخابات التي سيخوضها عام 2019.
وأشار التقرير إلى أنه مع حلول الذكرى الـ 16 لتأسيس حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، أعلن الحزب الاثنين الماضي عن "توجهات جوهرية جديدة يعتزم تنفيذها في بناه وأطره الهيكلية والتنفيذية".
واعتبر أردوغان التغيير "أمرا طبيعيا في الحزب الذي تأسس من أجل الاستجابة لحاجة تركيا إلى التغيير، موضحا أن الناجحين في الحزب سيواصلون مهامهم داخله، بينما سيستمر العمل مع الآخرين على أصعدة مختلفة".
ونقل التقرير عن الكاتب التركي محمد زاهد غل، قوله إن أهم التغييرات المقبلة "تتمثل في بناء توليفة قيادية قائمة على المزج بين جيل الشباب والقدامى من جهة، وتعزيز دور النساء في قيادة الحزب وأطره من جهة أخرى".
ورأى غل أن الأرضية "مهيأة لخلق هذه التوليفة بعد التغييرات الكبيرة التي شهدها الحزب في السنوات الثلاث الأخيرة، التي تمثلت بخروج أسماء ثقيلة من قيادته من مواقعها التنفيذية والإدارية دون احتجابها عن المشهد السياسي وطنيا وحزبيا، الأمر الذي خلق مساحة لضخ دماء شابة جديدة في عروق الحزب".
وقال غل إن هناك شعورا عاما لدى قيادة العدالة والتنمية بأن قطاع الشباب التركي "أكثر قربا لتوجهات أحزاب المعارضة من قربه لتوجهاته، نظرا لأن هذه الفئة العمرية لم تشهد مرحلة ما قبل العدالة والتنمية الأمر الذي يجعلها غير مهيأة لعقد مقارنات مع مرحلة حكم الحزب من ناحية الإنجاز على صعد الخدمات والوضع الاقتصادي".
وأشار إلى أن قراءة الحزب لهذا المشهد "دفعته إلى ضخ أعدادا أكبر من الكوادر الشابة التي وصلت إلى أعلى المستويات في قيادته في الانتخابات الأخيرة، بغية إنتاج خطاب تجديدي قادر على إقناع شريحة الشباب التركي واستقطابه".
وتوقع أن تشمل التغييرات المرتقبة تعزيز الحضور النسوي في أطر الحزب وقيادته، وأن يمنح للمرأة ما يشبه "الكوتة غير الرسمية" التي لا تقل نسبتها عن 30%، بحسب الجزيرة.
وذكر أن أغلب "القادة التاريخيين" من جيل التأسيس ورفاق أردوغان القدامى غادروا المواقع التنفيذية للحزب فعلا إما للتقدم بالسن أو لأسباب أخرى، وقد استوعب الحزب ذلك بمنطق تدافع الأجيال الطبيعي.
كما نقل التقرير عن الكاتب والمحلل السياسي التركي بكير أتاجان، أن حزب العدالة والتنمية سيزداد تماسكا في ضوء التغييرات الأخيرة حتى وإن طالت شخصيات لها وزن في الحزب ولدى الجماهير.
وعزا أتاجان السبب في ذلك إلى أن التغييرات هي "استحقاقات قانونية تمليها اللوائح التنظيمية للحزب التي تفرض تغيير 25% من كادره القيادي نوابا ومسؤولين بعد كل مرحلة انتخابية تمتد بين 4 و5 سنوات".
ورجح أتاجان أن تشهد المرحلة المقبلة عودة قوية لرئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو وتسلمه منصبا قياديا رفيعا.
وأشار إلى أن أردوغان كان يرى أن داود أوغلو قد بلغ "حد الإشباع في أدائه، وبات غير قادر على الانسجام مع حالة الأداء الجماعي الذي كانت تتطلبه احتياجات تركيا في المرحلة الماضية، دون أن يؤثر ذلك على قناعات أردوغان بقدرات داود أوغلو ومكانته في المجتمع التركي وفي الحزب.
ولفت أتاجان النظر إلى أن "تغيير الدماء القيادية" أمر مستوعب في تركيا لاعتبارات تتعلق باستبعاد القيادات التي لا تنسجم مع توجهات الحزب الذي يعرف نفسه حزبا يمينيا محافظا قوميا.
وأوضح للجزيرة نت أن الذين يتم استبعادهم "إما أن يكونوا من الذين خالفوا هذه التوجهات، أو قصروا عن تقديم الأداء المطلوب، وكثرت عليهم الشكاوى، أو عجزوا عن الانسجام مع الأداء الجماعي للحزب أو من تبين أن لهم ارتباطا بشكل أو بآخر بالدولة العميقة أو جماعة الخدمة التي يتزعمها فتح الله غولن".
تجدر الإشارة إلى أن أردوغان أسس حزب العدالة والتنمية عام 2001، وتولى قيادته حتى 2014، حيث استقال منه بسبب ترشحه لرئاسة البلاد، بموجب الدستور، الذي ينص على حيادية الرئيس وعدم انتسابه لأي حزب سياسي.
وخلال مؤتمر استثنائي عقده الحزب في مايو/ أيار الماضي، عاد أردوغان إلى عضوية الحزب، بناء على التعديلات الدستورية التي صوت الناخبون الأتراك لصالحها في الاستفتاء الأخير يوم 16 أبريل/ نيسان الماضي، والتي تتضمن الانتقال من النظام البرلماني إلى الرئاسي، وتسمح أيضاً لرئيس الجمهورية بأن يكون حزبيًّا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!