ترك برس
أكد المحلل السياسي التركي، أتيلجان بايار، أن التعديلات المتوقعة في هياكل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لا تعني بالضرورة أن الحزب قد ضعف أو لم يعد يلبي متطلبات الشعب التركي، ولكن هذه الإصلاحات صارت أمرا ضروريا لا مفر منه.
وقال بايار الذي شغل منصب المستشار الاستراتيجي لرئيس الوزراء السابق، أحمد داود أوغلو، في مقابلة مع وكالة ترند نيوز الآذرية إن الهياكل السياسية لحزب العدالة والتنمية، التي تواجه كثيرا من الصعوبات، قد أنجزت الكثير من أجل المصالح الوطنية لتركيا، ولكن هناك عدة أسباب تجعل من الضروري إصلاح هياكل الحزب.
وأوضح المحلل التركي أن من بين هذه الأسباب ما يتعلق بضرورة تطهير صفوف الحزب، والتخلص من الأعضاء المرتبطين بحركة فتح الله غولن الإرهابية. وهناك سبب آخر يتعلق بحقيقة أن حزب العدالة والتنمية يحتاج حقا إلى تدفق "دماء جديدة" في شكل أعضاء شباب.
وقال بايار " إن قرابة 30 فى المائة من الناخبين فى تركيا هم من جيل الشباب الذي لا تتجاوز أعمارهم 35 عاما. وبناء على هذه الحقيقة، فإن التغييرات في حزب العدالة والتنمية تهدف إلى ضمان أن يلبي الحزب مصالح الجيل الأصغر سنا".
ورأى أن هناك عاملا مهما آخر يجعل من الضروري بدء تغييرات في الهياكل الحزبية لحزب العدالة والتنمية، يتعلق بحقيقة أن تركيا، بعد الاستفتاء على تعديل الدستور الذي أجري في شهر نيسان/ أبريل الماضي، دخلت مرحلة سياسية جديدة من التطور.
وأشار إلى أن الأحزاب السياسية الراغبة فى الفوز فى انتخابات عام 2019 يجب أن تحصل على أكثر من 50 فى المائة من الأصوات، ما يعني أن مصالح الشعب يجب أن توضع فوق مصالح الحزب. وأضاف أن "الأحزاب السياسية والرئيس أردوغان سيضطران إلى الاعتماد على شخصيات سياسية مهمة تحظى بشعبية كبيرة بين الشعب وليس على موظفي الحزب".
وتوقع المحلل التركي أن تتأثر 50 في المئة على الأقل من الهياكل السياسية لحزب العدالة والتنمية بالتغييرات، وأن تحدث تغييرات قوية في البرلمان التركي قبل انتخابات 2019.
ولم يستبعد بايار أن يترك بعض أعضاء البرلمان حزب العدالة والتنمية، وينضموا إلى حزب سياسي جديد قد ترأسه ميرال أكسينر التي فصلت من حزب الحركة القومية.
كان الرئيس رجب طيب أردوغان دعا يوم الاثنين الماضي إلى إجراء تغييرات شاملة في المناصب العليا في حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه قبل انتخابات عام 2019، مشيرا إلى أن التغيير ظاهرة طبيعية.
وشدد أردوغان في خطاب ألقاه بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ16 لتأسيس الحزب على إن التغييرات لا تعد عملية تصفية، وإنما هو تسابق في حمل الراية، مؤكدا أهمية التغيير في الحزب في إطار الاستعدادات التي ينبغي تنفيذها حتى الانتخابات القادمة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!