ترك برس
قال محلل سياسي تركي إن مشروع طهران الجيوسياسي، والرامي للوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، يصطدم بمشروع إسرائيلي أمريكي لتفتيت المنطقة باستخدام منظمة "حزب العمال الكردستاني" (بي كي كي)، مشيرًا إلى أن هذا الأمر من بين أسباب التوجه الإيراني للعمل مع تركيا.
وخلال حديثه لشبكة الجزيرة القطرية، رأى الكاتب والمحلل السياسي أوكتاي يلماز، أن موضوع الاستفتاء على انفصال الإقليم الكردي عن العراق، هو أحد دوافع زيارة رئيس هيئة الأركان الإيرانية محمد باقري إلى أنقرة، قبل أيام، والتي وصفت بالتاريخية لأنها الأولى من نوعها على هذا المستوى منذ أربعين سنة.
وقال يلماز إن إيران استخدمت حزب العمال مرارا للإضرار بتركيا، وأضاف أن كثيرا من المفكرين الإيرانيين كانوا يرفضون وصف الحزب من قبل تركيا بالخطر والإرهابي قبل أن يطل مشروع الانفصال برأسه على الإقليم العراقي الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ عام 1991.
وأضاف يلماز "لدى طهران مشروع جيوسياسي، يقوم على مد النفوذ عبر سوريا والعراق ولبنان إلى البحر المتوسط، وامتلاك أوراق قوة أخرى في المنطقة"، وتابع "هذا المشروع يصطدم قطعا بمشروع إسرائيلي أمريكي لتفتيت المنطقة وتقسيمها باستخدام حزب العمال كقوة على الأرض، وهذا سبب آخر لتوجه إيران للعمل مع تركيا على مواجهة الحزب".
واعتبر يلماز أن التعاون التركي الإيراني منطقي للغاية في مواجهة الكردستاني، الذي ينشط إقليميا عبر أذرع ومسميات مختلفة في كل من تركيا وإيران والعراق وسوريا، مشيرا إلى أن للجارين الكبيرين والقويين مصلحة مشتركة في مواجهة "الكردستاني" وإن اختلفت الحسابات والمصالح السياسية.
وتوقع الخبير التركي أن يؤثر التعاون بين أنقرة وطهران في بعض الحسابات لدى الجانبين دون أن يصل إلى التحالف، الذي لا يمكن بناؤه أو تقويضه بين يوم وليلة على حد تعبيره.
ويستبعد المحلل السياسي قيام البلدين بحملة عسكرية مشتركة قريبا، لأنهما بحاجة إلى التحاور والتنسيق والتعاون خاصة في ملفات سوريا والعراق، لافتا إلى أن مجرد الإعلان عن هذا التعاون هو تقدم في العلاقة بينهما.
وكانت صحيفة صباح التركية ذكرت في تقرير لها أن إيران ستنهي في موعد لا يتجاوز الخامس من سبتمبر\أيلول المقبل وضع اللمسات الأخيرة على خطة عسكرية لمواجهة الانفصاليين الأكراد في تسعة مواقع خلال الشهور الثلاثة الأخيرة من العام الجاري.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!