مليح ألتينوك – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
تتفاقم الأزمة عقب "استفتاء الانفصال"، الذي أجرته حكومة إقليم شمال العراق.
تتوالى العقوبات الاقتصادية وحظر الطيران تباعًا. وفي الوقت ذاته تلغي كبرى الشركات، مثل غاز بروم، مشاريعها في الإقليم.
أمس رفض بارزاني بلهجة شديدة تعليمات الحكومة المركزية بتسليم المعابر الحدودية..
الرئة الوحيدة التي يمكن لحكومة الإقليم أن تتنفس منها في هذا الحصار هي تركيا، وبارزاني يعلم ذلك جيدًّا.
غير أن تركيا اتخذت موقفًا واضحًا من انفصال الإقليم. وحصول الحكومة بسهولة على تفويض من البرلمان من أجل إرسال قوات إلى سوريا والعراق، يدل على أن حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية المعارضين يدعمان تمامًا سياسة الحكومة بخصوص العراق.
بيد أن فتح قناة مع تركيا ليس خيارًا أمام بارزاني، وإنما ضرورة قسرية. ولهذا لا يتراجع عن الإقدام على مبادرات جديدة رغم أنها لا تلقى قبولًا.
وكمثال على ذلك تصريحات هوشيار سويلي مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة بارزاني:
"نريد إرسال وفد إلى تركيا. ننتظر تفهمًا من حزب العدالة والتنمية، ونعلق آمالًا على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان".
ويعزو سويلي إغلاق أنقرة أبوابها في وجه الإقليم ورفضها طلباته للحوار إلى مخاوف تركيا.
ويقول: "لدى الحكومة والأحزاب السياسية في تركيا مخاوف من أن يثير إقامة دولة كردية مستقلة في شمال العراق قضية مماثلة في تركيا.وهذه مخاوف في غير محلها. منذ عام 1992 لدينا دولة مستقلة إلى حد ما. لكن لم يكن لدولتنا تأثير سلبي على الأجزاء الأخرى من الإقليم."
ينبغي ألا يكون هناك أي سبب يدعو الشعب التركي للقلق من أن تأسيسنا لدولة مستقلة سيكون له تأثير سلبي ومدمر في تركيا. لقد أثبتنا عدم صحة ذلك على مدى 25 عامًا".
أمر جيد أن حكومة الإقليم فهمت بشكل واضح المخاوف الشعبية والسياسية لتركيا.
صحيح أن أنقرة تفكر بانعكاسات استفتاء بارزاني على تركيا أكثر من تأثيراته على العراق. لكن يجب على بارزاني وطاقمه أن يدركا أن الدبلوماسية هي القدرة على "التفهيم" أكثر منها قدرة على "الفهم".
وكما ورد فيما نقلته عن المسؤول الكردي أعلاه، فإن مسؤولي الإقليم لا يمكنهم شرح وجهة نظرهم باستخدام عبارات من قبيل "الأجزاء الأخرى من كردستان"، ولا من خلال خرائط تضم أجزاء من تركيا إلى إقليم شمال العراق استخدمتها وكالتهم الرسمية "رووداو" أثناء إيرادها أخبار الاستفتاء...
لأن الشعب التركي لا يستنبط معانٍ جغرافية أو تاريخية أو ميتولوجية من عبارة "الأجزاء الأخرى من كردستان". بل يعتقد أنها تدل على هدف أو مطلب، وعليه فهو يعتبرها تهديدًا.
فهل هو مخطئ في ذلك؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس