ترك برس
تناول مقال تحليلي للمتحدث باسم الرئاسة التركية "ابراهيم قالن"، بصحيفة "ديلي صباح" التركية الناطقة باللغة الإنكليزية، مستقبل العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي وإمكانية ترميمها على خلفية التوتر الكبير الذي تشهده خلال الفترة الأخيرة وخاصة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا العام الماضي.
وقال المتحدث التركي إنّ ترميم العلاقات بين بلاده والاتحاد الأوروبي تكمن في إقرار زعماء أوروبا بأنّ هذه العلاقة لن تستمر مع غياب العدالة والمساواة، وفق ما أوردت وكالة الأناضول الرسمية.
وأوضح قالن أنّ تركيا دولة مرشحة رسميا لنيل عضوية الاتحاد الأوروبي منذ 2005، وأنّ بعض الأزمات الإقليمية والدولية أدّت إلى توتر العلاقات بين أنقرة وبعض العواصم الأوروبية، وجمّدت مسيرة انضمام تركيا إلى الاتحاد بشكل فعلي.
وأشار إلى وجود حاجة لإعادة العلاقات بين الجانبين إلى سابق عهدها، وأنّ هذه الخطوة لن تتحقق دون تعامل الطرفين مع الآخر في إطار العدالة والاحترام والشراكة المتساوية. وأضاف أنّ توجيه الانتقادات إلى تركيا قد تأتي بمكاسب شعبوية على المدى القصير، لكنّ هذا الأمر لن يحقق الأمن والرخاء والسلام لأحد.
وتابع قالن قائلا: "الحقيقة إنّ المشاكل التي تشوب العلاقات التركية الأوروبية تجاوزت حدودها، وباتت تؤثر على العلاقات القائمة بين المسلمين والمجتمعات الغربية، وفي حال عدم اجتماع المسلمين والمجتمعات الغربية لخدمة القيم الإنسانية والمصالح المشتركة، فإنه من غير الممكن الحفاظ على السلام العالمي وثقافة العيش المشترك".
ولفت إلى أنّ العداء لتركيا في بعض الدول الأوروبية، بات من أهم عناصر السياسة الداخلية؛ لأنّ هذا العداء من شأنه كسب صوت الناخب اليميني، مشيرًا في هذا السياق إلى أنّ معاداة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في بعض الدول الأوروبية تلحق الضرر بعلاقات أنقرة مع الاتحاد الأوروبي، وبملايين الأتراك الذين يعيشون داخل حدود الاتحاد.
وأشار المتحدث باسم الرئاسة التركية إلى أنّ وضع تركيا اليوم لا يمكن مقارنته بالوضع السابق عندما تقدّمت بطلب الانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي، قبل عشرات السنين، مبينا أنّ الناتج الإجمالي القومي لتركيا اليوم، زاد 80 ضعفا عن الناتج القومي الإجمالي سنة 1963، وأنّ عدد السكان أيضاً زاد 3 أضعاف.
وأكّد قالن أنّ أوروبا اليوم ليست كما كانت مطلع الألفية الثالثة، وأنّ دول القارة العجوز باتت في الوقت الراهن مسرحا للجرائم ضدّ المسلمين والأجانب والمهاجرين واللاجئين.
وأردف قائلا: "سوء الأوضاع الأمنية في بعض الدول الأوروبية، وإغلاق بعض دول الاتحاد أبوابها في وجه تركيا؛ أدّى إلى تراجع نسبة الأتراك المؤيدين لمواصلة محادثات انضمام أنقرة إلى عضوية الاتحاد، وبالتزامن مع استهداف الشعبويين الأوروبيين الثقافة التركية وزعيم بلادنا، فإنّ تركيا تدعو إلى موقف بنّاء وفتح صفحة جديدة في العلاقات".
وأوضح قالن أنّ بعض القادة الأوروبيين استمروا في التتدخل بشؤون تركيا الداخلية رغم النداء الذي وجهه الرئيس أردوغان لهم بخصوص رغبة أنقرة في فتح صفحة جديدة بين الجانبين، وذلك عقب الاستفتاء الذي جرى في تركيا في أبريل/نيسان الماضي.
ولفت إلى أنّ الانتخابات البرلمانية التي جرت في ألمانيا، الشهر الماضي، أثبتت مرة أخرى أنّ إثارة الكراهية ضدّ تركيا ورئيسها لن يؤدي إلى إعاقة صعود اليمين المتطرف في أوروبا.
وتابع في هذا الخصوص قائلًا: "حزب (المستشارة الألمانية أنجيلا) ميركل خسر نحو مليون ناخب، مقارنة مع انتخابات عام 2013، وميركل خسرت هذه الأصوات لصالح حزب (البديل من أجل ألمانيا) المتطرف والمعروف بعدائه للإسلام والأتراك والأجانب".
وقبل أيام، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للبرلمان، إن بلاده لم تعد تحتاج عضوية الاتحاد الأوروبي، لكنها لن تتخلى عن محادثات الانضمام للتكتل المتوقفة من جانب واحد.
ودائماً ما ينتقد أردوغان تعنت الاتحاد الأوروبي مع بلاده في مسألة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ويؤكد أن الأخير "يرفض عضوية تركيا، لكونها دولة مسلمة".
وقبل نحو عام، قال أردوغان: "الخروج من الاتحاد الأوروبي يمكن أن ينتشر، إذ تسمع أصواتاً من فرنسا وإيطاليا تنادي بذلك، وفي هذه الظروف يجب أن تشعر تركيا بالراحة. ولا يجب القول إن الاتحاد الأوروبي هو الخيار الوحيد لتركيا. لماذا لا تكون تركيا عضواً في منظمة "شنغهاي" للتعاون".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!