محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس
من الطابق الثاني والثلاثين في أحد فنادق لاس فيغاس، فتح ستيفن بادوك، البالغ من العمر 64 عامًا، نيران أسلحته الأوتوماتيكية على الجماهير التي كانت تحضر حفلًا موسيقيًّا في الهواء الطلق، فأردى 58 قتيلًا، وأصاب 500 آخرين بجروح.
لو كان ستيفن بادوك مسلمًا لنعتته جميع وسائل الإعلام الأمريكية بأنه "إرهابي". وعند نعته بهذا الوصف ما كان أحد سيتحقق فيما إذا كان له ارتباطات مع منظمات إرهابية أم لا.
ولأن هذا القاتل ليس مسلمًا وصفه الإعلام الأمريكي تارة بأنه "ذئب وحيد"، وتارة أخرى بأنه "محاسب متقاعد"، وثالثة بأنه "مدمن قمار" أو "جد". لكن أيًا من وسائل الإعلام الأمريكية لم تقل عنه إنه "إرهابي".
أليس بادوك إرهابيًّا؟
بحسب خبر أوردته هيئة الإذاعة البريطانية، فإن جميع الأدمغة في الولايات المتحدة الأمريكية تعمل من أجل معرفة مسوغات المجزرة التي ارتكبها بادوك. لكن على الرغم من كل الجهود لم يتم التوصل إلى أي ارتباط لبادوك مع تنظيمات إرهابية.
ومع أن القوانين الأمريكية تصف الأعمال التي تستهدف حياة أفراد المجتمع وتنتهك القوانين الفيدرالية أو المحلية بأنها "إرهابية"، إلا أن مرتكب هذه المجزرة الأخيرة لم يوصف بـ "الإرهابي"، لأنه ليس مسلمًا...
وغولن، أليس هو الآخر إرهابيًّا؟
هذه هي الولايات المتحدة... فتح الله غولن، المقيم في بنسلفانيا والمطلوب للقضاء التركي بصفته مرتكب أعمال لا حصر لها تهدف للسيطرة على الدولة التركية وأدت لمقتل الكثيرين، أليس مسلمًا يا ترى؟ لأن الساسة الأمريكيون لا يعتبرونه إرهابيًّا. وعلى غرار ذلك هل تتعامل الولايات المتحدة مع الكيان الإرهابي "حزب الاتحاد الديمقراطي/ حزب العمال الكردستاني"، بالمنطق نفسه حتى تزوده بالأسلحة التي ارتكب بادوك بواسطتها مجزرته؟
دعم بارونات السلاح للسياسة
ولا تقتصر العجائب الأمريكية على ما أسلفت ذكره. فنتيجة الدعم المالي الذي يقدمه منتجو وبائعو السلاح للسياسيين أصبح من غير الممكن تغيير القوانين التي تتيح حرية حيازة السلاح في هذا البلد. على سبيل المثال، قدم بارونات السلاح 30 مليون دولار لدعم حملة ترامب الانتخابية...
وبينما لا يسمح الكونغرس الأمريكي ببيع السلاح لحراس رئيس الجمهورية التركية، من الممكن للقتلة أمثال بادوك أن يشتروا السلاح بكل سهولة عندما يروق لهم.
إذا كان هناك من استطاع أن يستوعب هذا العجائب الأمريكية فليتفضل بشرحها مشكورًا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس