الأناضول
شارفت استعدادات وحدات من الجيش التركي للانتشار في محافظة "إدلب" شمال غربي سوريا على الانتهاء، وذلك في إطار تفاهمات المسار السياسي لحل الأزمة السورية، برعاية أنقرة وموسكو وطهران.
ومنتصف سبتمبر / أيلول الماضي، أعلنت الأطراف الثلاثة الضامنة للمسار السياسي في العاصمة الكازاخية أستانة، توصلها إلى اتفاق على إنشاء منطقة "خفض توتر" في إدلب، وفقا لاتفاق موقع في مايو / أيار الماضي.
واتفقت الدول الضامنة على تحديد نطاق المنطقة، وتحديد الجهات التي ستتولى تأمينها، ومراقبة التزام كافة الأطراف بتخفيف التصعيد.
وفي الآونة الأخيرة، ازداد الدعم التركي لتحقيق الاستقرار في إدلب، وهي إحدى المناطق التي كانت تشهد حتى وقت قريب أعنف الاشتباكات بين النظام السوري من جهة، ومجموعات مناهضة له وأخرى تابعة للمعارضة المسلحة من جانب آخر.
ـ ماذا سيفعل الجيش التركي في إدلب؟
من المقرر أن تنتشر عناصر من الجيش التركي ضمن حدود منطقة "خفض التوتر" المحددة في إدلب (بموجب الاتفاق)، ومهمتهم الأساسية تحقيق استدامة لوقف إطلاق النار بين مختلف الأطراف.
ولهذا الغرض، ستشكل وحدات الجيش التركي عدة نقاط تفتيش ومراقبة في المدينة.
ـ هل ينفذ الجيش التركي عملية عسكرية؟ وضد من؟
تشير المصادر العسكرية والدبلوماسية إلى أن تحركات عناصر الجيش التركي لن تكون على شاكلة "عملية عسكرية"، بل "انتشار"، كما أن خوض اشتباكات مع النظام السوري أو عناصر محلية خلال الانتشار أو في أعقابه أمر غير مستهدف.
وبالرغم من ذلك فإن الجيش التركي أجرى استعداداته آخذا بالحسبان جميع المخاطر الأمنية المحتملة.
ـ ماذا ينتظر الجيش التركي قبل مباشرة الانتشار؟
يقيم الجيش التركي وضع الجماعات المسلحة المحلية لكي يتم الانتشار بأقل قدر من العراقيل، وينتظر تحقيق الظروف الأكثر أمنا لإجرائه قبيل انطلاقه.
وتعترض المجموعات المحلية (المناهضة للنظام) على قدوم بعض فصائل الجيش السوري الحر. وينتشر في إدلب عدد كبير من الجماعات المسلحة ومجموعات من المعارضة.
وبرزت "هيئة تحرير الشام" إحدى المجموعات المناهضة للنظام السوري إلى الواجهة مؤخرا مع ازدياد نشاطها في إدلب، وتمتلك الهيئة قوة مسلحة مهمة رغم انفصال مجموعات كثيرة عنها في الأشهر الأخيرة.
ولم تصدر عن الهيئة تصريحات مباشرة رافضة لانتشار الجيش التركي في المنطقة، غير أنها مع قوات المعارضة الأخرى تعارض قدوم فصائل من "الجيش السوري الحر" من منطقة "درع الفرات" (شمالي حلب)، ودخولها إدلب بحجة حصولها على دعم أمريكي.
ـ لماذا تعد إدلب مهمة؟
تعد إدلب واحدة من المناطق التي شهدت أكبر موجة عنف في الأزمة السورية، إذ تعرضت المدينة لغارات جوية عنيفة عقب خروجها عن سيطرة النظام، ومشاركة روسيا في الحرب خلال أكتوبر / تشرين الأول 2015.
ومن ناحية أخرى، تحولت إدلب إلى ملاذ آمن لملايين النازحين السوريين الذين فروا من مناطقهم.
ويرى متابعون للشأن السوري، أن المدينة ستتعرض لهجمات عنيفة من قبل النظام السوري والقوات المدعومة من إيران، بالإضافة إلى روسيا خلال فترة قريبة، في حال عدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.
وفي هذه الحالة، يتوقع توجه ملايين الأشخاص نحو الأراضي التركية، حيث يقيم في مخيمات قريبة من الحدود التركية أكثر من مليون نازح سوري.
وبحسب معطيات الإدارة المحلية، فإن 2.4 مليون من السكان المحليين، إلى جانب 1.3 مليون نازح يقطنون في إدلب، وانتشار الجيش التركي في المدينة بغرض توفير الأمن سيحول دون وقوع موجة نزوح كبيرة منها.
ـ ما علاقة إدلب بتهديد منظمة "بي كي كي" الإرهابية؟
تخضع مدينة "عفرين" التابعة لحلب والمجاورة لإدلب، لسيطرة المنظمة الإرهابية منذ عام 2011. وترمي المنظمة إلى الاستيلاء على جزء من إدلب للوصول إلى "ممر" يبدأ من الحدود العراقية ويصل إلى البحر المتوسط.
لذا فإن انتشار الجيش التركي في إدلب سيكون بمثابة حاجز أمني ضد مخطط المنظمة للسيطرة على المدينة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!