ترك برس
قال الكاتب والإعلامي السوري المعروف، أحمد موفق زيدان، إن ما يتمناه السوريون من الأتراك واقعاً وعملاً يتمناه خصوم الأتراك والسوريين، لكن الأول يريده تدخلاً لحماية الشام وتعزيزاً للعمق الاستراتيجي التركي في الشام، والطرف الثاني يريده تدخلاً من أجل معاقبة تركيا.
وأضاف زيدان، في مقال تحليلي بصحيفة العرب القطرية، أن المطلوب من المسؤولين الأتراك هو "وزن وقياس الخيارات بدقة قبل أن تتحول الشام إلى كابوس لا يتمناه من يحب تركيا وأهلها، ولكنه حلم تتلمظ شفتا أعداء تركيا له".
ورأى الإعلامي السوري أن الإشارة الأولى جاءت من العصابة الطائفية المتسلطة في الشام بعد اجتماعات الأستانة، تحذر الأتراك من التدخل في إدلب، وتعتبره وجوداً غير شرعي.
وكانت الأستانة السابقة واللاحقة دعت إلى انتشار مراقبين أتراك وغير أتراك من أجل خفض التوتر، هذا الخفض المستمر فقط في المناطق المحررة التي تشكل تهديداً حقيقياً للعصابة الحاكمة، وكأن الثورة الشامية وما قدمته من قرابين من أجل خفض توتر وليس من أجل حرية وعدالة.
وأضاف: يسرد لك المتخوفون من التدخل التركي أدلتهم، بدءاً من الانسحاب التركي من بعشيقة بالعراق، حين تصاعد الضغط العراقي والإيراني عليهم، ثم الضعف التركي أمام التحالف الروسي - الإيراني وتقليص المنطقة التي من المفترض أن ينتشروا فيها شمالي حلب من خمسة آلاف كيلومتر مربع إلى ألفي كيلو متر مربع.
فضلاً عن حالة الفساد الأخلاقي والمالي المريع المنتشرة في المنطقة هناك، بسبب اعتماده على فصائل وقوات بعضها انتهازية عادت إلى حضن سيدها الأسد..
ويتابع لك المتخوفون من التدخل التركي بأنه ماذا لو طالب المجتمع الدولي عبر قرار دولي بانسحاب القوات غير الشرعية في سوريا ما دامت عصابة الأسد هي المعترف بها شرعياً ودولياً، وحينها لن يكون أمام الأتراك إلا الانسحاب من إدلب وتسليم أهلها كما حصل مع أهالي بعشيقة إلى العصابات الطائفية.
وبحسب زيدان، فإن السيناريو الأشد خشية لدى من يرحب أو يصمت على التدخل التركي يكمن بمخاطر أن يتدخل الجيش التركي غصباً عن هيئة تحرير الشام الموجودة والمنتشرة في إدلب والمناطق الشمالية، وحينها إن وقعت المواجهة بينهما لا سمح الله، ستبدأ توابيت جنود الأتراك بالتوافد إلى تركيا.
ومع اشتداد المعارك سيدخل بكل تأكيد الأميركيون والروس والإيرانيون والعصابة الطائفية على خط الصراع لدعم هيئة تحرير الشام بطريقة أو بأخرى من أجل إغراق الأتراك بمستنقع كانوا جميعاً يتمنونه لتركيا، وقد يطول أمده أكثر من أمد الصراع مع حزب العمال الكردستاني ومتفرعاته الذي امتد ولا يزال لأربعين عاماً، وعنوان ذلك كله استنزاف تركيا..
هذا المستنقع ليس طوباياً وإنما سيكون حقيقة، وهو ما حصل بدعم طالبان باكستان من قبل الحكومة الأفغانية وحتى الهندية، وقيل بدعم أميركي حتى، وذلك من أجل إغراق الجيش الباكستاني في مناطق وزيرستان القبلية، وقد كان ذلك..
وختم زيدان: "ندرك تماماً أن الخيارات التركية صعبة وقاسية، وندرك أيضاً أن عصر سليم الأول لم يحن بعد، حتى يدخل حلب فاتحاً ويواصل منها إلى دمشق وما بعدها، والتعويل الأساسي في هذا كله على تعزيز التعاون مع القوى الثورية السورية الفاعلة على الأرض، وليس على علاقات دولية حالها كحال رمال الصحراء متقلبة تذروها الرياح".
وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن بلاده تتخذ حاليا خطوة جديدة لتحقيق الأمن في المحافظة، ضمن مساعيها الرامية إلى توسيع نطاق عملية "درع الفرات".
وأشار أردوغان إلى وجود تحركات جدية حاليا في إدلب لتحقيق الأمن، مؤكدا أن هذه التحركات سوف تستمر خلال المرحلة القادمة. وأضاف: "مهما كانت الظروف، لا يمكننا أن نترك إخواننا الهاربين من حلب إلى إدلب بمفردهم، بل علينا أن نمد يدنا إليهم، وقد اتخذنا الخطوات اللازمة لذلك ومستمرون فيها".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!