فاتح ألطايلي - صحيفة خبر تورك - ترجمة وتحرير ترك برس
تنفذ تركيا هذه المرة عملية في منطقة لها مصالح فيها، وتدخل بقواتها إلى محافظة إدلب شمال سوريا.
قرار تنفيذ هذه العملية صائب إلى أبعد الحدود، ومن خلاله أقدمت تركيا على خطوة في مكانها.
وإلى أن يتمكن نظام الأسد أو الحكومة المركزية في سوريا من السيطرة على البلاد بشكل كامل، وإلى أن يصبحا في وضع يؤهلهما لحماية وحدة التراب السوري، يتوجب على تركيا أن تكون حتمًا في تلك المناطق من البلاد.
وجود تركيا هناك هو السبيل الأفضل من أجل إحباط آمال وأحلام من بدؤوا بوضع مخططات مختلفة، إنطلاقًا من "ورقة الاستقلال" التي اتخذ قرارها بارزاني في شمال العراق، ومن أجل إرغامهم على إعادة حساباتهم.
وهذه العملية أصبحت خطوة إجبارية يتوجب الإقدام عليها من أجل الحيلولة دون إنجاز مشروع توحيد شمال العراق مع شمال سوريا، وهو مشروع تسعى الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل إلى تحقيقه على المدى البعيد.
الأمر الوحيد الذي يثير الريبة في نفسي هو أن الحسابات الروسية في هذه القضية ليست واضحة المعالم.
على المدى الطويل، يجب اختبار مدى مصداقية روسيا في سوريا، وبناء عليه اتخاذ الخطوات اللازمة.
وكل ما أرجوه ان يكون الله في عون قواتنا هناك.
نوعية السفير
وأخيرًا رحل سفير الولايات المتحدة الأمريكية في أنقرة جون باس، مع نهاية مهمته في تركيا.
كان باس السفير الأمريكي الأسوأ الذي أرسلته بلاده إلى تركيا في الأعوام الأخيرة.
السفراء الذين تعينهم الولايات المتحدة في أنقرة، يكونون بشكل عام مؤشرًا على نظرة بلادهم إلى تركيا.
وباس كان سفيرًا أظهر أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما لم تعد تعبأ بتركيا.
وإذا كان السفير الجديد، الذي تعتزم إدارة ترامب تعييه في أنقرة، دبلوماسي من الدرجة الثانية مثل باس، فاعلموا أنه لن يطرأ أي تغيير على مواقف الولايات المتحدة تجاه تركيا.
بل إن العلاقات قد تتدهور بشكل أكبر. لكن إذا عينت سفيرًا رفيع المستوى ومن نوعية ممتازة فإن العلاقات سوف تتجه إلى الانصلاح.
المؤشر الأهم هو نوعية السفير.
وهذا ما سنراه قريبًا...
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس