ترك برس
تحدّث مراقبون وخبراء روس عن أسباب رفض بلادهم تزويد تركيا بتكنولوجيا إنتاج منظومات "إس-400" الدفاعية، وذلك على خلفية تصريحات أنقرة حول إمكانية إلغاء الصفقة في حال رفضت موسكو إنتاج المنظومة في تركيا.
وقبل أيام، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو: "بإمكان كل من روسيا وتركيا اتخاذ خطوات مشتركة نحو الإنتاج المشترك لهذه المنظومة، وإذا لم تدرس روسيا الأمر بشكل إيجابي فسنضطر إلى توقيع الصفقة مع بلد آخر".
وي هذا الصدد، يُشير الخبيران الروسيان "إيفان سافرونوف" و"ألكسندر جورجيفيتش" في تقرير تحليلي بصحيفة "كوميرسانت"، إلى أن العسكريين الأتراك اعتقدوا أنهم سيحصلون، إضافة إلى المنظومات الصاروخية، على تكنولوجيا تجميعها في تركيا.
ويقول التقرير إن المفاوضين الروس، بغض النظر عن الموقف المتشدد للجانب التركي، تمكنوا من توقيع اتفاق من دون نقل التكنولوجيا. وقد أكد مسؤولون روس رفيعو المستوى أن تركيا ستتسلم منظومات جاهزة، حسب ما أوردت وكالة "روسيا اليوم".
وقال "سيرغي تشيميزوف"، مدير عام مؤسسة "روس تيخ" إن "الحديث يدور عن تكنولوجيا جدية، لا يمكن أخذها وبناء مصنع لإنتاج هذه المنظومات. لأن هذا يحتاج إلى كوادر ذوي مهارة عالية ومدرسة تكنولوجيا، ولتحقيق ذلك يحتاج الأمر عشرات السنين".
وعلى الرغم من امتناع مؤسسة "روس أبورون إكسبورت" و"الهيئة الفدرالية للتعاون العسكري التقني، عن التعليق رسميا على تصريحات الوزير التركي، فإن بعض المصادر في الهيئة الفدرالية للتعاون العسكري–التقني رأوا في تصريحات المسؤول التركي "عناصر لعبة سياسية"، وفق التقرير.
وقال أحد المصادر: "نحن وقعنا صفقة جدية، تتضمن جميع التفاصيل القانونية الدقيقة والتزامات كل طرف. ولذ، فليس من السهل الانسحاب منها بهذه البساطة".
ويفترض المتحدث، أن هذه التصريحات جاءت على خلفية الاتفاق على توريد منظومات روسية مشابهة إلى المملكة السعودية، وقرار الولايات المتحدة الفوري توريد منظومات صواريخ "ثاد" الأمريكية إلى المملكة بموجب صفقة قيمتها 15 مليار دولار.
وأضاف: "من المحتمل أن يكونوا في أنقرة ينتظرون مثل هذه الخطوة. ولكن هذا لم يحصل". وهنا تجدر الإشارة إلى أن فلاديمير كوجين مساعد الرئيس بوتين سبق أن أعلن عن تسلم روسيا دفعة مالية أولية (يقدرها الخبراء بأكثر من 100 مليون دولار) لتوريد هذه المنظومات، التي يتوقع أن يبدأ بعد عامين.
وبحسب الخبراء الروس، فإن "على تركيا ألا تنتظر نقل تكنولوجيا إنتاج هذه المنظومات إليها، ليس فقط للأسباب المذكورة أعلاه، بل وبسبب المعارضة الشديدة من جانب الأجهزة الأمنية والاستخبارية، لعضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي".
إلى ذلك، يؤكد الخبير العسكري أليكسي ليونكوف، أن اهتمام الأجانب يتركز على منظومة "تريومف" لتفوقها على مثيلاتها الأجنبية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!