نديم شنر – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
يوم الثلاثاء الماضي قاد سيف الله سايبوف، أوزبكي الأصل ومتعاطف مع تنظيم داعش، شاحنة صغيرة ودهس بها المارة في نيويورك. أسفر الحادث عن مصرع ثمانية أشخاص وإصابة أكثر من 12 آخرين.
وعندما تبين أن سايبوف يقيم في الولايات المتحدة ويحمل البطاقة الخضراء، طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلغاء النظام المذكور، الذي يعتمد على القرعة، وتطبيق نظام هجرة جديد يعتمد معيار الجدارة والاستحقاق.
أما ما خطر على بالي، فهو تأشيرة فتح الله غولن، الذي تسبب بمقتل 249 شخصًا وإصابة ألفين و196 آخرين، وخطط للمحاولة الانقلابية منتصف يوليو/ تموز 2016. وتساءلت "هل يلقي ترامب نظرة على ملف تأشيرة غولن يا ترى؟".
لأن غولن، الذي فر إلى الولايات المتحدة عام 1999، قدم طلب للحصول على تأشيرة عمل دائمة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2006، بعد أن رُفضت طلبات تأشيرة تقدم بها قي تواريخ مختلفة.
وقبل ذلك مباشرة، طلب رجال شرطة من أعضاء تنظيم غولن خطاب تزكية من أجل "فتح الله" من القنصلية الأمريكية بتركيا، في حين طلب صحفيون ومسؤولون في وقف الكتّاب منتمون للتنظيم، من البطريرك الأرمني موطافيان، وبطريرك الروم بارتولوميوس، والحاخام اليهودي إسحق هاليفا، خطاب توصية بحق "فتح الله".
أبلغ وكيل القنصل الأمريكي العام في إسطنبول ستيوارت سميث وزارة خارجية بلاده بالأمر في أغسطس/ آب 2005. طلب عناصر تنظيم غولن من رجال الدين الثلاثة المذكورين أعلاه أن يكفلوا أنشطة "فتح الله غولن" بخصوص الحوار بين الأديان والتسامح. ويذكر سميث في خطاباته للوزارة أن رجال الدين الثلاثة رفضوا الطلب.
وعلى الإثر، رفع عناصر التنظيم دعوى في الولايات المتحدة، وطلبوا منح "فتح الله غولن" تأشيرة بحجة أنه يملك "قدرات استثنائية في مجال التعليم". وحصلوا من رجال دين مسيحيين وأخصائيين في الأديان في الولايات المتحدة على خطاب التوصية، الذي فشلوا في الحصول عليه من رجال الدين الثلاثة في تركيا.
لكن الأمر المهم، هو تقديمهم خطاب تزكية بحق "فتح الله غولن"، حصلوا عليه من غراهام فولر، مسؤول "سي آي إيه" الذي تعرف على غولن أثناء عمله في تركيا، ومن موظف "سي آي إيه" جورج فيداس.
وفي أعقاب ذلك، وافقت المحكمة على منح "فتح الله غولن" تأشيرة. والسؤال الذي يطرح نفسه، كيف تمكن زعيم تنظيم "غولن"، الذي لم تكفله القنصلية الأمريكية بإسطنبول ولا رجال الدين الثلاثة، من الحصول على تأشيرة للأشخاص ذوي القدرات الاستثنائية، بفضل خطابات تزكية من "سي آي إيه"؟
وهل هناك أشخاص آخرون حاصلون على هذا النوع من التأشيرة، في ملفاتهم خطابات تزكية صادرة على "سي آي إيه"؟ وهل ينظر ترامب في ملف تأشيرة غولن يا ترى؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس