ترك برس
أشارت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يتعاون مع تركيا وإيران ضد المصالح الإسرائيلية، نظرا لموقفه الداعم لليهود في روسيا وإسرائيل، واصفة إياه بأنه "أول زعيم روسي محب لليهود منذ لينين."
ورأى جوناثان أدلمان في مقال نشرته الصحيفة أن تحالف روسيا مع تركيا وإيران في الشرق الأوسط ممكن لكنه غير مرجح، نظرا لعدة أسباب أولها معارضة الولايات المتحدة وإسرائيل والدول العربية السنية المعادية لإيران لهذا التحالف.
وكتب أن الولايات المتحدة التي هيمنت على الشرق الأوسط لعدة عقود غير راضية بطبيعة الحال عن ظهور ايران الاسلامية المتطرفة وصحوة روسيا التي هزمتها القوة الأمريكية العظمى فى الحرب الباردة، وعن انسحاب تركيا من دورها الرئيسي في الناتو الذي ترعاه الولايات المتحدة.
كما إن إسرائيل التي تمتلك أقوى قوة عسكرية في الشرق الأوسط، وأفضل التكنولوجيا الفائقة، غير راضية عن تحالف روسيا مع تركيا الصديقة سابقا وإيران المعادية التي تسعى لإقامة هلال شيعي في المنطقة. والأسوأ من ذلك أن إسرائيل تواجه احتمال أن يكون نصفها محاط بسلسلة من الأعداء تعززها قوة كبرى مثل روسيا وقوى متوسطة مثل إيران وتركيا.
وأخيرا هناك الدول السنية التي لا ترى إيران حليفا بل عدوا لدودا. وتعد السعودية، أحد قادة هذه الدول، إيران أكبر عدو لها، وقد اتفقت على شراء أسلحة من روسيا بقيمة ثلاثة مليارات دولارا. وبالمثل فإن المصريين يتذكرون روسيا باعتزاز كمورد لعشرات المليارات من الدولارات من الأسلحة إلى مصر من 1955 إلى 1977.
وزعم أدلمان أن الروس لن يشعروا بالراحة مع الأتراك الذين دخلوا معهم في حروب على مدى قرون عديدة، ومع جيوش الإمبراطورية الفارسية التي هزموها أربع مرات في القرنين الماضيين. كانت الإمبراطورية الفارسية والإمبراطورية التركية العثمانية أهم أعداء روسيا القيصرية في المنطقة. ومن غير المرجح أن تتخلى تركيا من جانبها عن دورها الخاص في الناتو، على حد قوله.
وتابع أن الروس لن ينظروا بالضرورة إلى أعداء إيران وتركيا على أنهم أعداء لهم، لافتا إلى أن روسيا،كانت حتى خلال المرحلة السوفييتية، تحول مواقفها لتأييد إسرائيل. ففي عام 1947 صوتت روسيا وأتباعها في أوروبا الشرقية لصالح استقلال إسرائيل. وكان القادة الأوائل في إسرائيل من اليهود الروس، مثل ديفيد بن غوريون، وحاييم وايزمان وغولدا مائير، وانتقل أكثر من مليون يهودي روسي إلى إسرائيل بعد سقوط الاتحاد السوفييتي في التسعينات.
وعلاوة على ذلك، يضيف الكاتب، أن الرئيس فلاديمير بوتين، هو أول حاكم روسي منذ لينين، محب لليهود، وقد زار إسرائيل مرتين بينما زار رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو روسيا ست مرات فى أقل من عامين. وخلال مرحلة شبابه في سانت بطرسبرغ كان على مقربة من مدرب المصارعة اليهودي ومدرسته في المدرسة الثانوية. عندما زار بوتين إسرائيل في عام 2005 واكتشف مدى فقرها اشترى لها شقة. كما سمح بإقامة متحف يهودي جديد في موسكو، بل وطلب من اليهود الروس العودة إلى روسيا. ويجري محادثات منتظمة مع نتانياهو والحاخام الأكبر لليهود في موسكو.
ويخلص أدلمان في ختام مقاله إلى أن هذه الأسباب تدفع إلى القول بأن التحالف الروسي الإيراني والتركي أمر ممكن، لكنه ليس محتملا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!