ترك برس
مع انتقال تركيا من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي بعد إقرار التعديلات الدستورية في شهر نيسان/ أبريل الماضي، دخلت الأحزاب السياسية في البلاد حقبة جديدة، يرى المحلل السياسي، روفيز حافظ أوغلو، أنها ستنطلق في عام 2019 عندما تجري الانتخابات البرلمانية والبلدية والرئاسية في تركيا في الوقت نفسه.
وعلى الرغم من أنه ما يزال هناك وقت طويل قبل إجراء هذه الانتخابات، فقد بدأت الاستعدادات داخل الأحزاب التركية. بدأ حزب العدالة والتنمية الحاكم تنفيذ إصلاحات داخلية وتجديد صفوفه فى منتصف هذا العام.
توجد اليوم ستة أحزاب سياسية رئيسية في الساحة السياسية التركية، وهي حزب العدالة والتنمية، وحزب الحركة القومية، وحزب الشعب الجمهوري، وحزب الشعوب الديمقراطي، وحزب الوحدة الكبرى، وأخيرا حزب الخير الذي أعلن عن تأسيسه في الشهر الماضي.
ويدل الوضع السياسي الحالي في تركيا على أن الأحزاب السياسية يمكن أن تدخل قبل الانتخابات القادمة في تحالفات من شأنها أن تقسم الأحزاب إلى أحزاب يسارية وأحزاب يمينية. هذا التقسيم بدأنا نرى إشارات له في الآونة الأخيرة، فأمس صرح زعيم حزب الحركة القومية، دولت بهجلي، أن الحزب سيستمر حتى عام 2019 في دعم حزب العدالة والتنمية ردا على التقارب السياسي الخفي بين حزب الشعوب الديمقراطي وحزب الشعب الجمهورى.
كما عقد رئيس حزب العدالة والتنمية الرئيس أردوغان اجتماعا مع زعيم حزب الوحدة الكبرى، مصطفى ديستيجي. ولا يستبعد أن يكون الجانبان قد ناقشا الوضع قبل إجراء الانتخابات. ويلفت حافظ أوغلو في هذا الصدد إلى أن الأحزاب الثلاثة، العدالة والتنمية والحركة القومية والوحدة الكبرى، تتفق بوجه عام في معظم الآراء السياسية اليمينية، ما قد يرجح تعاونها معا في الانتخابات.
أما بالنسبة إلى حزب الشعوب الديمقراطي وحزب الشعب الجمهوري، فيرى حافظ أوغلو أن عدم وجود سياسة قوية في هذه الأحزاب يجبرها على العمل معا، وخاصة قبل الانتخابات. وفيما يتعلق بحزب الخير الذي يتبنى آراء يمينية، فسيكون في أصعب وضع مقارنة بالأحزاب الأخرى، ولكنه ربما يتعاون مع الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي.
ولا يستبعد حافظ أوغلو أن يؤدي اندماج الأحزاب اليمينية واليسارية في تركيا إلى نظام مماثل للنظام الحزبي في أمريكا في المستقبل، حيث يهيمن حزبان سياسيان.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!