ترك برس

بذلت الحكومة التركية العديد من الجهود من أجل استعادة الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن التاسع عشر، وبالفعل استطاعت الحكومة استعادتها وقامت بإعادة فتح أبوابها يوم الأحد الماضي الموافق التاسع عشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري.

وقد انضمت شخصياتٌ من المجتمع المسيحي في إسطنبول إلى مسؤولين في المديرية العامة التركية للمؤسسات يوم الأحد في منطقة إديرنه كابي التاريخية لافتتاح كنيسة آيا يورغي التي خضعت لعمليات الترميم التي أطلقتها المديرية. حيث ترأس البطريرك الأرثوذكسي مراسم الافتتاح.

وسوف تعمل الكنيسة التي أُعيد بناؤها سنة 1836 على موقعها الأصلي بعد أن دمرت في حريقٍ سنة 1725، كمدرسةٍ للموسيقى الدينية. وستتم إدارة المدرسة من قبل جمعية بيوغلو لعشاق الموسيقى والتي أسستها الجالية اليونانية عام 1953. وقد استضافت الجمعية حفلًا موسيقيًّا في افتتاح المدرسة.

تحيط بالكنيسة أسوار القسطنطينية القديمة، وقد كلفت عملية إعادة ترميمها حوالي أربعة ملايين ليرة تركية (تعادل قرابة مليون دولار).

وفي كلمته في مراسم الافتتاح، قال البطريرك الأرثوذكسي فينير بارثولوميو إنه من واجباته المدنية الحفاظ على الهياكل التاريخية القديمة للمدينة، وشكر الرئيس رجب طيب أردوغان وحكومة حزب العدالة والتنمية على مبادرتهم لاستعادة الكنيسة. وأضاف: "إن خلافاتنا ثروة لبلدنا من أجل تقدمه. نأمل أن يكون مسجد السلطانة مِحرِمه والأعمال الاستثنائية للمعماري العظيم سنان مصدر إلهامٍ للجميع، كمثالٍ للتعايش السلمي والصلاة جنبًا إلى جنب. على أمل المزيد من الأعمال التصالحية والمساهمات في الحضارة الحديثة". وقد أشار البطريرك فينير إلى المسجد العثماني محرمه كونه يقع إلى جوار الكنيسة.

وقال عدنان إرتيم المدير العام للمؤسسات العامة إن وكالته عملت على المساعدة على تعظيم كافة الأمور الثقافية والدينية بدءًا من المساجد إلى المعابد والكنائس وسط جهودٍ قُدّمت لاستعادتها. وقال في مراسم الافتتاح: "إن سياستنا هي الحفاظ على جنسية جميع المؤسسات سواء كانت إسلامية أو تابعةً لأديان أخرى دون أي تمييز. ومن ضمن تلك المؤسسات كانت هذه الكنيسة".

وقال لاكي فينغاس، وهو شخصية بارزة في الجالية اليونانية بإسطنبول عمل كممثل ثانوي في مجلس إدارة المديرية، إن الجالية كانت "متحمسةً جدًا" لإعادة فتح الكنيسة. وأضاف: "لقد كانت عملية الاستعادة ناجحة بسبب القيام بشكل مستمر باستشارة البطريركية".

ومنذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة عام 2002، أعادت تركيا حقوق الأقليات الدينية وحافظت عليها، فضلًا عن دور العبادات للأقليات الدينية التي تتراوح بين الآشوريين واليهود واليونانيين. وقد أعيد العديد من الممتلكات إلى هذه الأقليات بعد عقود من مصادرة الدولة التركية لها بقوة، وتواصل الحكومة اليوم اتباع سياساتٍ لاستعادة المباني التاريخية المسلوبة.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!