ترك برس
أشاد المفكّر والمراقب العربي الدكتور أكرم حجازي، بجهود الدولة العثمانية في حماية الخلافة والعالم الإسلامي، ونشر الدين، والتصدّي للصفوية، مؤكدًا أن الفكر القومي البغيض هو الذي قام بتشويه سمعتها.
جاء ذلك في تغريدات نشرها عبر حسابه الشخصي في موقع التدوينات المصغرة "تويتر"، على خلفية جدل واسعة أثاره وزير إماراتي حول ادعاءات تتهم الدول العثمانية بارتكاب جرائم ضد الشعوب العربية.
وقال الحجازي: "ما زلنا نعاين تراث الخلافة في إستانبول، ولم يستطع (مصطفى كمال) أتاتورك بعلمانيته وفاشيته أن يمسه. لكننا فقدنا أغلب تراث الخلافة في بغداد بعد الغزو الصفوي الجديد".
وتساءل الباحث العربي عما إذا كان سيبقى من تراث الخلافة أثرٌ "لو كان بأمانة حكام الإمارات؟ أما تراث النبوة في المدينة ومكة فإلى الله المشتكى".
وأضاف: "تاريخ لم ينقطع عن الخيانة والغدر.. قبل أكثر من 100 سنة أطاحت القوى القومية بالخلافة من الداخل، ثم استعانت عليها بالقوى الأجنبية من الخارج. وبعد 100 سنة انحازت مع الزنادقة والملاحدة لقوى الاستبداد ضد الشعوب في الاحتجاجات الشعبية".
وتابع: "العثمانيون أخّروا سقوط العالم الإسلامي 400 سنة بالتمام والكمال، قادوا خلالها سلسلة من الفتوحات، نشر الدين، والتصدي للصفوية. وهم إلى جانب العرب والكرد من قاد العالم الإسلامي".
وشدّد حجازي على أن العثمانيين لم يشوّههم في العالم العربي وفي الدولة العثمانية ذاتها إلا أهل الفكر القومي البغيض.
في سياق متصل، قال الداعية الإسلامي مدير مؤسسة جسور للتعريف بالإسلام فاضل سليمان :"العثمانيون لم يكونوا ملائكة لكنهم أيضا لم يكونوا خونة يوما ما".
وأضاف في تغريدة عبر "تويتر"، أنه يكفي العثمانيين "أنهم لم يفرطوا في ذرة من تراب فلسطين".
بدوره، قال المحلل والكاتب العراقي إياد الدليمي: "لا تفسير للعداء لتركيا من قبل بعض الدول، إلا أنهم أدوات بيد أمريكا والغرب المنزعج من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وإلا ما الذي ضرتكم به تركيا؟".
وأعاد الدليمي تغريد موضوع عن "سيرة فخر الدين باشا (القائد العسكري التركي الذي دافع عن المدينة المنورة أثناء الحرب العالمية الأولى).
وقال "سيرة فخر الدين باشا، كما سطرها مؤرخ عراقي لمن أراد أن يعرف التاريخ من مصادره لا من تغريدات مجهولي الحسابات وذبابه الإليكتروني".
وجاء في الموضوع إنه "بحسب تقرير للمؤرخ العراقي أورخان محمد علي، في موقع (التاريخ)، فإن فخر الدين باشا، اشتهر بحبه الشديد للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ويطلق عليه (نمر الصحراء) أو (النمر التركي)."
بدوره، قال الكاتب الإعلامي القطري جابر الحرمي، إن "الهجوم على تركيا في هذه المرحلة الدقيقة التي تواجه فيها أمتنا وقدسنا مخاطر الإنشطار والتهويد .. هدفه حَرْف البوصلة عن العدو الحقيقي، وإشغال الرأي العام عن مشاريع تسوية مريبة تجري من تحت الطاولة .. ومساع حثيثة لتمريرها".
والسبت الماضي، أعاد وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد، نشر تغريدة مسيئة لأجداد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وادّعى ارتكاب فخر الدين باشا، (القائد العسكري التركي الذي دافع عن المدينة المنورة أثناء الحرب العالمية الأولى)، جرائم ضدّ السكان المحليين.
وأعرب الرئيس التركي عن استنكاره الشديد للتغريدة المُسيئة للعثمانيين والأتراك. وقال في كلمة خلال اجتماعه مع المخاتير الأتراك بأنقرة، مخاطبًا ناشر التغريدة: "حين كان جدنا فخر الدين باشا يدافع عن المدينة المنورة، أين كان جدك أنت أيها البائس الذي يقذفنا بالبهتان؟".
وأضاف الرئيس التركي أن "فخر الدين باشا أرسل الأمانات المقدسة العائدة للرسول محمد عليه الصلاة والسلام إلى إسطنبول، برفقة 2000 جندي، على خلفية تضييق البريطانيين حصارهم على منطقة الحجاز".
وشدّد على أن هذا الأمر "حال دون سيطرة قوات الاحتلال على هذه الأمانات المقدسة، ومنع تحويلها إلى أدوات تُستخدم في المتاحف الأوروبية الكبيرة".
وأوضح أن "تلك الآثار محمية في الوقت الراهن داخل قسم خاص في قصر طوب قابي في إسطنبول، ويتم الاعتناء بها بشكل جيد للغاية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!