ترك برس
قال الكاتب والباحث في السياسات الدولية هشام منوّر، إن إعلان الولايات المتحدة عن تشكيل القوة الأمنية الحدودية، لا ينحسر فقط في إطار الحفاظ على المصالح الأمريكية، إنما بهدف ضرب إسفين بالتحالف التركي-الروسي، معرباً عن اعتقاده بارتفاع وتيرة التنسيق في العلاقات بين أنقرة وموسكو.
جاء ذلك في تصريح لموقع "عربي21"، أوضح فيه أن الموقف الأمريكي تبدل تماما بعد القمة الثلاثية "الروسية- التركية- الإيرانية" في "سوتشي".
وأشار منوّر في هذا السياق إلى أن أنقرة تدرس خيارات الرد على هذه الخطوة الأمريكية التصعيدية، بانتظار ردود حليفتها موسكو أيضا، معرباً عن اعتقاده بأن الخطوة الأمريكية موجهة إلى موسكو أكثر منها إلى أنقرة، ما يعني أن العلاقات التركية الروسية متجهة للتنسيق بوتيرة أعلى مما كانت عليه في السابق.
وكانت روسيا قد صنفت القرار الأمريكي الجديد على أنه محاولة جديدة لإفشال المسار السياسي الذي تعتزم موسكو إطلاقه بعد أيام في "سوتشي".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان توعّد بوأد القوة الحدودية المذكورة في مهدها، الأمر الذي دفع إلى التفكير باحتمالية اندلاع مواجهة وصدام بين تركيا والولايات المتحدة في شمالي سوريا عقب إعلان واشنطن تشكيل قوة أمنية شمال سوريا، عمادها قوات سوريا الديمقراطية التابعة لتنظيم "ي ب ك" الامتداد السوري لـ"بي كي كي" الإرهابي.
وحول هذا الأمر، قلل عضو المجلس الأعلى في الجيش السوري الحر أيمن العاسمي، من احتمال اندلاع صدام مباشر بين الولايات المتحدة وتركيا شمال سوريا، موضحاً بأن الولايات المتحدة لن تفرط بعلاقاتها مع تركيا القوية، والعضو في حلف الناتو، وأن الإعلان عن تشكيل القوة الأمنية يأتي في إطار الضغوط السياسية التي تمارس على أنقرة.
واعتبر العاسمي الذي يتولى أيضاً منصب الناطق باسم وفد المعارضة في أستانة، أن الخطوة الأمريكية تساهم في تكريس تقسيم سوريا، وأن الولايات المتحدة الأمريكية تتعامل مع مجرى نهر الفرات على أنه حدود طبيعية، موضحاً أنه حتى لو لم يكن بوارد واشنطن التقسيم، فإن منح الصلاحيات الكاملة لإدارة هذه الرقعة الجغرافية الكبيرة لما تسمى "قوات سوريا الديمقراطية"، يزيد من التوتر في المنطقة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!