ترك برس
لا يخفى برج غلطة عن أنظار كل من يزور إسطنبول، ويتجول في واحد من أبرز وأعتق شوارعها، ألا وهو شارع تقسيم، وغيره من الشوارع الأخرى مثل أمين أونو وغيرهما، إذ يعد البرج أحد أبرز المعالم السياحية في المدينة، سواء أكان بتاريخه أم بشكله الهندسي، أو بموقعه الجغرافي المتفرد المهم.
يقع برج غلطة في حي غلطة، ومن هنا جاءت تسميته، بني عام 528، حتى غدا من أهم رموز إسطنبول السياحية، ويمكن لكل من يصعد أعلى قمة البرج، أن يشاهد جسر إسطنبول الواصل بين القسمين الآسيوي والأوروبي، وكذلك جسر الخليج بوضوح، وبشكل بانورامي.
ويبلغ ارتفاع البرج من الأرض حتى أعلى رأسه 69.90 مترا، وتبلغ سماكة جداره 3.75 ملم، فيما تبلغ سماكة بابه الداخلي 8.95، و يبلغ طول الباب الخارجي 16.45 مترا.
ودخل البرج في قائمة التراث العالمي المؤقت عام 2013، ويتميز بموقعه الجغرافي، إذ يتبع لحي تقسيم أحد أحياء إسطنبول القديمة والشهيرة، والذي أقل ما يمكن وصفه بأنه الحي الذي لا يعرف النوم، وذلك لكثرة الإقبال الذي يشهده من قبل السياح العرب والأجانب، فكل من يقصد تقسيم لا بدّ له من المرور التلقائي من قرب البرج، وذلك لوقوعه في نهاية شارع الاستقلال الشهير.
ويمكن لكل من يزور البرج مشاهدته وتأمل الفن المعماري، وهو جالس في أحد المقاهي المحيطة به، وفي أثناء تناوله الشاي التركي، وخصوصا بعد حلول الليل، إذ لا شيء يعلو في المحيط سوى أصوات عشاق المسامرات الليلية واللطيفة، والذين يتألفون من المجموعات التي غالبا ما تكون عبارة عن أصدقاء أو عائلات، قدموا إلى تركيا لقضاء لحظات من العمر.
وتقول الحكاية: إنها المكان الذي انتقاها "هزفران أحمد شلبي" الذي عاش في القرن السابع عشر، ليجرب أول محاولة للطيران، وذلك من خلال الأجنحة الاصطناعية التي فصلها وركّبها بنفسه، ويقال: إن إسماعيل جوهري الذي عاش في القرن العاشر للميلاد، كان الملهم الأول لشلبي ليقوم بتجربته، إذ عمل شلبي على تحليل وتدقيق النتائج التي وصل إليها جوهري، وكذلك عمل على فحص متانة الأجنحة في منطقة أوك ميداني في إسطنبول، قبيل تجربة الطيران.
وتقول الأسطورة: إن شلبي عام 1632، في يوم ذات رياح جنوبية غربية، ركّب الأجنحة الاصطناعية، وتمكن من الطيران من برج غلطة إلى أسكودار، قاطعا مسافة 3358 مترا، ليكون بذلك واحدا من أبرز الشخصيات التركية التي حاولت الطيران.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!