ترك برس
تباينت آراء الخبراء والمحللين بشأن سقف عملية "غصن الزيتون" التي أطلقتها تركيا بالتعاون مع الجيش السوري الحر ضد التنظيمات الإرهابية في منطقة "عفرين" بريف محافظة حلب السورية.
الكاتب التركية سربيل تشويكجان، قالت في مقال بصحيفة "ملليت"، إن أنقرة وضعت خطة تستغرق ثلاثة أسابيع من أجل حصار عفرين وإخراج وحدات حماية الشعب (YPG) من المناطق التي تخضع لها، والسيطرة على هذه المناطق.
وأوضحت تشويكجان، نقلًا عن مصادر عسكرية ودبلوماسية، أنه "بسبب الضباب والأمطار لم تنتهِ المرحلة الأولى من العملية. وقد وضعت أنقرة مسبقًا احتمال التأخير في حسبانها".
وأضافت: "لاعتقاد وحدات حماية الشعب أن العملية غير قابلة للتنفيذ رفضت اقتراح النظام بتسليمه عفرين. لكن مع وقوعها تحت الحصار تحاول إقامة علاقات مع النظام، الذي ينتظر أن تضعف الوحدات أكثر من أجل المساومة.
قد تطلب الوحدات تسليم عفرين للنظام على أن تبقى هي في المدينة، وفي مواجهة هذا الاحتمال لا ترغب أنقرة في دخول النظام عفرين قبل إنهاء العملية. ولهذا فإن الهدف الرئيسي هو إنجاز العملية بأسرع وقت ممكن".
وتابعت: "أشعلت روسيا الضوء الأخضر أمام استخدام تركيا الأجواء السورية، لكن لم يضع البلدان تقويمًا في هذا الخصوص".
وبحسب الكاتبة التركية، فإنه "يمكن للبلدان في المنطقة تغيير مواقفها باستمرار تبعًا لظروف المرحلة. ولهذا يتوجب إتمام العملية بأقصر مدة ممكنة".
من جهته، يرى الخبير والمحلل الاستراتيجي العقيد أديب عليوي، أنه "من السابق لأوانه الحديث عن سقف زمني للمعركة، وهي التي لا زالت في بداية أسبوعها الثاني"، وفق ما نقل موقع "عربي21".
ويقول عليوي إن المنطقة المعقدة جغرافيا والتحصينات للمليشيات الكردية فيها لا تسمح بحركة المدرعات الثقيلة، ما يجعل التقدم غير ممكن بدون الدقة الشديدة، وهو الأمر الذي يستغرق الكثير من الوقت.
وتعليقا على ما ذكرته صحيفة "الغارديان" البريطانية حول احتمال امتداد العملية لأشهر وليس لأسابيع، رأى عليوي أن وجهة نظر الصحيفة سياسية أقرب منها إلى العسكرية.
وتابع عليوي بأن سقف المعركة مرتبط بأهدافها العسكرية، مشيرا في هذا السياق إلى إعلان روسيا والولايات المتحدة نهاية الحرب على تنظيم الدولة، رغم أن قوات الأخير لا زالت متواجدة وتقتل من المهاجمين العشرات يوميا في دير الزور الشرقي وغيرها.
وقال بالمقارنة مع ما سبق، فإن تركيا وضعت هدفا أساسيا لعمليتها، لذلك من غير المستبعد أن يتم تحقيق هذا الهدف أي الحزام الأمني في مدة زمنية وجيزة، ومن ثم تنتقل لضرب بعض الجيوب هنا وهناك.
واستطرد قائلا: "لم تتبع تركيا سياسة الأرض المحروقة كما فعل التحالف الدولي وروسيا في الرقة ودير الزور والموصل، بل العكس تماما، للآن أظهرت المقاتلات التركية حرصا شديدا على حياة المدنيين، وهي لو أرادت العكس لفعلت".
وأضاف، أن العملية ستمتد على مراحل، وأن مرحلتها الأولى التجهيز والتحضير قد انتهت، لتنتقل إلى المرحلة الثانية أي ما بعد بداية المعركة.
أما المحلل السياسي التركي يوسف كاتب أوغلو، فقال إن الولايات المتحدة الأمريكية ضغطت مع بداية غصن الزيتون على تركيا لتحديد سقف زمني للعملية، مشيرا إلى أنه "ما من سقف زمني حتى الآن".
ورأى كاتب أوغلو أن السقف مرتبط بالأهداف التركية التي حددتها مسبقا، أما التقدم على الأرض يسير وفق ما هو مخطط له.
وتعليقا ما ذكره كاتب أوغلو من طلب الولايات المتحدة من تركيا تحديد سقف زمني للعملية، اعتبر العقيد أديب عليوي أن ذلك الطلب انعكاس حقيقي للضغوط التي تتعرض لها الولايات المتحدة كونها الداعم الرئيسي للوحدات.
وألمح في هذا الصدد إلى تهديد الوحدات للولايات المتحدة بالانسحاب من جبهات التنظيم في دير الزور والحدود العراقية في حال لم تتدخل الأخيرة وتضغط على تركيا.
وأشار عليوي إلى أن تركيا لن تستجيب للضغوط الأمريكية، إلا في حال عقد تفاهمات معها، تقضي بضمان انسحاب المقاتلين الأجانب من عفرين ومنبج على الأقل.
وتواصل القوات المسلحة التركية والجيش السوري الحر منذ 20 يناير/كانون الثاني الماضي، عملية "غصن الزيتون" التي تستهدف المواقع العسكرية لتنظيمي "PYD / PKK / YPG" و"داعش" الإرهابيين شمالي سوريا، مع اتخاذ التدابير اللازمة لتجنيب المدنيين أية أضرار.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!