زهراء معاذ - خاص ترك برس
تعدُّ التصنيفات اليوم أحد أكثر المواضيع التي يبحث الناس عنها، فالجميع يريد أن يعرف من هو الأقوى، ومن الأغنى، ومن هو صاحب أكبر شعبية وجماهيرية. في تركيا، نال رجل الأعمال مراد أولكر على مر سنوات لقب الرجل الأغنى في تركيا بثروةٍ تُقدّر اليوم بـ 4.1 مليار دولار أمريكي، مرتفعةً إلى الضعف منذ سنة 2010 حيث شكّلت 2.1 مليار دولار أمريكي.
كيف استطاع الحصول على ثروته؟
إن السؤال الأول الذي قد يخطر في بال أحدهم: "كيف استطاع جمع تلك الثروة؟"، وبرغم عدم وجود إجابةٍ واضحة عن كيفية جمع الثروة أيًّا كان صاحبها وأيًّا كانت قيمتُها، إلا أن أهمّ ثلاثة عوامل لا بدّ وأن يمتلكها جميعُ أصحاب الثروة هي: العمل الجادّ، والذكاء الحاد، والحظ الوافر، ويعتبر الكثيرون أن الحظ هي كلمةٌ بديلةٌ عن التوفيق الرباني، التوفيق الذي قد يأتي بالعديد من الأشكال، وبالتأكيد فإن التوفيق في الثراء هو واحدٌ منها.
ربما عاش الكثيرون طفولةً مماثلة لطفولته، وقد درس الكثيرون بالتأكيد نفس التخصصات التي درسها، جلسوا في نفس المقاهي وربما امتلكوا نفس الأصدقاء، قصةُ حياته ليست كفانتازيا مصباح علاء الدين السحري، وليست دراميةً كما يتوقع الكثيرون، إنها ليست من ذلك النوع الذي يحثّنا على استنفاد كل شيءٍ من أجل جمع ثروة، فقد مارس مراد أولكر جميع الهوايات التي أحبها، أحب الفنون ومن بينها فنّ الخطوط الإسلامية، كما أحب الطبخ وتعلمه، درس في مدرسةٍ تركية حكومية وجامعة تركية حكومية أيضًا، واليوم وبرغم الثروة التي تتيح لأبنائه الدراسة في أكبر مدارس وجامعات العالم، يدرس أبناؤه الثلاثة مناهج تركيةً في مدارس وجامعات تركية، عاش مراد حياةً عادية، وهو الأمر الذي يجعل من قصته قصةَ ثراءٍ غير تقليدية.
وُلد مراد في مدينة إسطنبول سنة 1959. درس إدارة الأعمال في جامعة بوغازي تشي، وحصل على شهادة من من المعهد الأمريكي للطبخ ومن المدرسة المركزية لصناعة الحلويات الألمانية، كما عمل كمتدرب في الشركة القارية للخَبز في الولايات المتحدة الأمريكية، يعد مراد طاهيًا ماهرًا ومختصًّا في صناعة أنواع الشوكولا.
صبري وعاصم أولكر
عند الحديث عن مراد، لا بدّ من ذكر والده صبري وعمّه عاصم، الأخوين اللذين بدءا بصناعة البسكويت الخاص بهما سنة 1944، أعجب الجميعُ بنكهة البسكويت اللذيذ والفريد، فقام الأخوان بفتح محلٍّ صغيرٍ لبيعه في إسطنبول أسمياه "أولكر"، وبفضل النجاح الكبير الذي حقّقاه، قاما بافتتاح أول مصنعٍ لهما لصناعة البسكويت سنة 1948. استمرّ عملهما بالتطور حتى بدءا بتقديم خدمة التوصيل للعملاء، كما قاما بافتتاح مصنعٍ جديد سنة 1965 لصناعة أنواعٍ مختلفة ومميزة من البسكويت، لينتقل عملهم بعدها إلى مختلف المدن التركية، وفي عام 1972 أنتج الأخوان الشوكولا الخاصة بهما، ليتوسع عملهما بعد ذلك من خلال التصدير إلى دول الشرق الأوسط، وفي عام 1978 افتتحا مصنعًا لإنتاج الطحين الذي يتم من خلاله صنع منتجاتهما، لتكون جميعُ المنتجات بهذا خاصةً بشركات الأخوين أولكر، وفي الـ 1984 أنشآ مصنع "ماكينة إسطنبول" لصناعة الماكينات والأجهزة التي تُستخدم في صناعة منتجاتهما، ليقوما سنة 1989 بجمع كل الشركات والمصانع الخاصة بهما تحت مجموعةٍ واحدة باسم "يلدز القابضة Yıldız Holding".
يلدز القابضة
سنة 1984، عمل مراد كمنسقٍ رقابيّ في شركات الأغذية الخاصة بعائلته، ونال عددًا من الترقيات ليصبح سنة 2000 مدير اللجنة التنفيذية في يلدز القابضة. وفي سنة 2008 أصبح مراد رئيس مجلس الإدارة.
تعدُّ يلدز القابضة اليوم أكبر شركة أغذية في كل من وسط أوروبا وأوروبا الشرقية والشرق الأوسط وأفريقيا. وتملك الشركةُ 77 مصنعًا، 25 منها خارج تركيا، ويعمل فيها 50 ألف شخص.
سنة 2007، قامت يلدز بشراء شركة غوديفا Godiva العالمية لصناعة الشوكولا، وفي عام 2008 وبعد أن شغل مراد منصب إدارة الشركة، قام بافتتاح مؤسسة صبري أولكر للأبحاث الغذائية، بهدف تعزيز الاهتمام بالمعايير الصحية للأغذية. كما افتتح مهرجان أولكر السينمائي للأطفال والذي وصلت أنشطته إلى الأطفال في مختلف أنحاء العالم، وأصبح المهرجان تقليدًا يُقام كل عام في الـ 23 من شهر نيسان/ أبريل.
حقق مراد العديد من الإنجازات بعد رئاسته للشركة، كالشراكة مع الشركات العالمية Eckes-Granini Group وMcCormick وSCA السويدية وNissin اليابانية، وشراء شركة التغليف والتعبئة الإيطالية الرائدة في أوروبا والعالم "نورول"، وشركة Aytaç التي تعد واحدة من أكبر الشركات المنتجة للحوم في تركيا، وشركة DeMet's Candy العالمية، وانضمام شركة United Biscuits البريطانية إلى يلدز لتصبح الثالثة على العالم في صناعة البسكويت، ومصنع السكر Adapazarı، ودخول شركة Bizim Toptan التي تملكها يلدز قائمة بورصة إسطنبول.
وقد اتخذت يلدز من الـ 20 من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر يومًا للاحتفال بإنجازات الشركة مع الموظفين ومحبي منتجات أولكر في كل مكان في العالم تحت اسم "أسعد الآخرين، وكن سعيدًا Make Happy, Be Happy".
مراد أولكر وكرة السلة
سنة 1993 لعب مراد كرة السلة في نادي أولكر سبور الذي اتحد فيما بعد مع فريق فنربهشه، بعد أن خرّج من تحت يديه عددًا كبيرًامن اللاعبين الماهرين.
وقد حقق النادي عددًا من الإنجازات مثل حصوله على أربعة ألقاب للبطولات التركية وثلاثة كؤوس للبطولات التركية وستة كؤوسٍ جمهورية.
مراد والعلم
يتقن مراد إلى جانب لغته التركية الأم، كلًّا من الإنجليزية والألمانية.
أنفق مراد سنة 2014 مبلغ 24 مليون دولار أمريكي من أجل تأسيس مركز صبري أولكر لأبحاث الأغذية والأيض والجينات في جامعة هارفارد الأمريكية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!