صحيفة كوميرسانت الروسية - ترجمة وتحرير ترك برس
أدلى الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بتصريح مدوّ يوم الأربعاء الماضي، أكد من خلاله على أن عملية "غصن الزيتون" المستمرة منذ حوالي شهرين، ستنجح في الإطاحة بتنظيم "ب ي د" في مساء ذلك اليوم. وفي وقت لاحق، أعلنت أنقرة أنه ستتم محاصرة المدينة لا إسقاطها تماما. في المقابل، وعد ممثلون عن وحدات حماية الشعب، في حوار لهم مع صحيفة "كوميرسانت" الروسية، أنهم سيواصلون مقاومة القوات التركية وحلفائها.
صرّح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، يوم الأربعاء الماضي قائلا: "أتمنى أن تسقط عفرين هذا المساء". وفيما بعد، أوضح مكتب الرئيس التركي أنه قد تمت محاصرة المدينة بالكامل، إلا أنها لم تسقط بعد. تجدر الإشارة إلى أن عملية "غصن الزيتون" بدأت في 20 كانون الثاني/ يناير، التي تعتبرها القوات التركية معركة ضد الإرهابيين، نظرا لأن أنقرة ترى حزب الاتحاد الديمقراطي وفرعه العسكري، وحدات حماية الشعب، بمثابة جماعات إرهابية. فضلا عن ذلك، يحارب الجيش السوري الحر إلى جانب تركيا، التي تشن هجمات جوية في العملية.
في بداية هذا الأسبوع، وعندما اقتربت القوات التركية من عفرين على بعد 1,5 كيلومترا فقط، أبلغت وسائل الإعلام عن وقوع كارثة إنسانية في المدينة، نظرا للحصار المفروض عليها لعدة أيام، وهو ما أدى إلى نقص حاد في الطعام والدواء. من جانبه، أكد الصحفي والكاتب، ألن حسن، الذي يعيش في شمال سوريا، في مقابلة له مع "كوميرسانت" أن كلمات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تهدف إلى "بث الرعب في صفوف مقاتلي "ي ب ك" وضمان مغادرتهم لمدينة عفرين".
من جهته، أعلن الجيش السوري الحر يوم الأربعاء أنه تمكن من السيطرة على قرى جديدة في عفرين. وبناء على ذلك، أكد الخبير في مجلس الشؤون الروسية الدولية، كيريل سيمينوف، "أن السيطرة على عفرين تبدو مسألة حتمية بالنسبة للقوات التركية". ومن ناحية أخرى، أعرب قائد القيادة المركزية الأمريكية، الجنرال جوزيف فوتيل، عن قلقه إزاء العملية الجارية في عفرين، ذلك أن العملية التركية تصرف جهود قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، عن محاربة تنظيم الدولة (داعش).
وبحسب ما أوضحه الخبير كيريل سيمينوف، تطرق الجنرال جوزيف فوتيل خلال جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ الأمريكي إلى الدور السلبي الذي تلعبه روسيا في سوريا. وفي الحقيقة، يعتبر الجنرال الأمريكي أن روسيا "تحاول تأجيج الصراع بين النظام السوري وإيران وتركيا، وقوات سوريا الديمقراطية والولايات المتحدة وغيرها من الأطراف".
وأضاف الجنرال الأمريكي قائلا: "ستواصل الولايات المتحدة العمل مع تركيا فيما يتعلق بالوضع السوري، وفي إطار التقارب بين أنقرة وموسكو. كما أن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم التنازلات للأتراك، إلا أننا نطالب بوضع عملية "غصن الزيتون" في إطار زمني محدد".
علاوة على ذلك، ووفقا للجنرال الأمريكي، قد تتوصل واشنطن وأنقرة إلى حل وسط بشأن منبج، نظرا لأن لعزم تركيا على مواصلة العملية، بعد السيطرة على عفرين. ومع ذلك، فإن استمرار العملية العسكرية في منبج قد يكون محفوفا بالمخاطر بالنسبة للقوات التركية، خاصة وأن منبج، وعلى عكس عفرين، تعتبر مدينة غير معزولة. بناء على ذلك، ومن أجل مساعدة الأكراد، قد تأتي "وحدات حماية الشعب" من مناطق أخرى، بما ذلك الأكراد الذين قاتلوا ضد تنظيم الدولة على الضفة الشرقية لنهر الفرات.
خلال الأسبوع الماضي، ذكرت واشنطن أنه بسبب العملية التركية في عفرين، أُجبرت القوات الأمريكية على وقف العمليات ضد تنظيم الدولة في المنطقة. وفي هذا الإطار، قال سيمينوف إن "أنقرة وواشنطن تسعيان للتوصل إلى اتفاق. لقد أظهر أردوغان عمدا تحالفه مع روسيا، والآن أصبحت واشنطن مستعدة لتقديم التنازلات لأنقرة من أجل إعادة التحالف، مما يعني أن العملية العسكرية التركية تدخل مرحلة حاسمة".
وقد كان من المقرر أن يتم إجراء مشاورات تركية أمريكية حول سوريا في واشنطن يوم 19 آذار/ مارس، إلا أنه تم تأجيل هذه المشاورات بسبب تغيير وزير الخارجية الأمريكي.
أما في موسكو، فقد كانت سياسة الولايات المتحدة في سوريا، إحدى المواضيع الرئيسية التي تناولها وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيره التركي، مولود جاويش أوغلو، في اجتماع مجموعة التخطيط الاستراتيجي المشترك. والجدير بالذكر أن كلا من أنقرة وموسكو مقتنعتان أن الولايات المتحدة تهدد خطط الدولتين في سوريا. فمن جهتها، تبدو أنقرة غاضبة من واشنطن نتيجة دعمها لتنظيم "ي ب ك"، بينما تنتقد روسيا الولايات المتحدة لعدم تخليها عن خطط الإطاحة بالأسد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!