فهد الرداوي - خاص ترك برس
وقعت الضربة الغربية التي استهدفت العصابة الأسدية، هذه الضربة التي سبقها عرسٌ إعلامي بطعم الضجيج، وصحيح أنَّ هذه الضربة "الفتاكة" لها دوافعٌ تَغنّى بها سادة المجتمع الدولي ليل نهار، فاستخدام السلاح الكيمياوي خطٌ أحمر بحسب "العمّة أمريكا" ومن يُغني على ليلاها من دول الفيتو، أما أهداف هذه الضربة فهي تأديبية وربما أبعد من هذا المصطلح بكثير إذا ما نظرنا إلى تلك الهالة الإعلامية التي سبقت الضربة المزعومة بأيامٍ قليلة، ولكن الواقع يقول غير ذلك تماماً، فهذه الضربة العسكرية لم تؤدب ولم تخلع رقبة مجرم الشام، بل على العكس تماماً ظهر السفاح في صباحها مقاوماً ممانعاً متحدياً جميع تهديدات الأسرة الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وكأنه يقول للجميع أنا مازلت هنا وأنا أقوى من الجميع.
تلك التساؤلات المريبة التي باتت تدور في خلد كل مختصٍ أو متابع أو ذي شأن بما يجري في الساحة السورية، وكان لزاماً أن تُترجم هذه التساؤلات على هيئة سؤال واحد فقط (يُشبه المضمون ويُعاكس الفعل) ألا وهو كيفية التعامل مع النظام العراقي السابق، فقد اتهمت الأسرة الدولية نظام صدام حسين بامتلاك أسلحة من هذا النوع وبقي الأمر في مضمار الاتهامات دون تقديم دليلٍ ملموس واحدٍ يُثبت أنَّ صدام حسين استخدم الكيمياوي ضد شعبه أو خارج حدود بلاده ومع ذك أسقطوه بليلة ليس فيها ضوء قمر، على عكس النظام الأسدي المجرم.
فقد قُدِّمت آلاف الصور والمقاطع التي تُثبت استخدام هذ السلاح المحرم دولياً وزاد الأمر غرابةً اعتراف المجتمع الدولي بثبوت استخدام السلاح الكيمياوي واتهام الأسد بشكل مباشر وبأدلة قاطعة أعلنت دول الفيتو الثلاثة امتلاكها، ومع ذلك جاءت الضربة كالمثل القائل (ضرب الحبيب زبيب) لكون هذه الضربة باهتةً خجولة غير مؤثرة ولا بأي شكل من الأشكال، فضلاً عن تضارب أنبائها فالقوات الأسدية تقول أنها أسقطت (71) وفي رواية أخرى قالت 100 صاروخ دون تقديم دليل مُقنع لأثر هذه الصواريخ صاحبة القدرة التدميرية العالية، أما الدول التي شنّت هذه الضربة فقد أكدت أنها أطلقت 105 صواريخ من النوع الحديث الذكي فائق التطوير وقد أصابت أهدافها كاملةً وبعناية كبيرة، الشيء الذي يضع الفرضيات والاحتمالات على الطاولة، فلو أنَّ 105صاروخ من نوع كروز وبهذه المواصفات التدميرية الهائلة سقطت في سوريا لنقلت سوريا أو أجزاءاً منها إلى جوار الصين... لكنَّ هذه الصواريخ المائة والخمسة اكتفت بجرح ثلاثة مدنيين وتكسير أربع شبابيك لمبنى يرعى ذوي الاحتياجات الخاصة... دون المساس بالمجرم الكيمياوي أو أحد أزلامه أو تلك المليشيات الطائفية المساندة له أو العابرة من وراء البحار...!!!
أي أنَّ هذه الصواريخ "باهظة الثمن" لم تفعل فعل "برميل" واحد أسدي الصنع... زهيد الثمن... ولا يعرف الذكاء أصلاً، لكنَّ "برميل الموت" هذا يعرف جيداً كيف يقتل المدنيين ويروعهم ويهدم دورهم ويحول حياتهم إلى جحيم ومستشفياتهم ودور عباداتهم إلى أثرٍ بعد عين، وآلاف الفيديوهات والصور تُثبت هذا الشيء... وكم كنّا نتمنى لو أنَّ الإدارة الأمريكية ومعها بريطانيا وفرنسا استعاضوا عن صواريخ كروز (ذات ملايين الدولارات) بهذه البراميل "الأسدية" (والتي لا يُكلف البرميل فيها عشرون دولاراً)، حقيقةً لكانت النتيجة أبهر للعين وأثلج للصدر وبكلفة تكاد لا تُذك .
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس