ترك برس
كشفت تقارير إعلامية تركية أن ميليشيات "حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD)، الذراع السوري لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK)، تُصادر ممتلكات الأهالي في مدينة "منبج" التابعة لمحافظة حلب شمالي سوريا.
وتقع منبج غرب نهر الفرات، على بعد 30 كم عن الحدود التركية، وتبلغ مساحتها 26 كم مربع، وكان يسكنها قرابة 100 ألف نسمة قبل بدء الأزمة السورية عام 2011، ويشكل العرب غالبية أهلها، بجانب بضعة آلاف من الأكراد والتركمان.
وتمارس تركيا ضغوطا على الولايات المتحدة الأمريكية التي تدعم-ضمن قوات ما يُعرف بالتحالف الدولي- تنظيم "وحدات حماية الشعب" (YPG)، الذراع المسلح لـ"PYD"، لإخراج مسلحي الأخير وتسليم منبج إلى سكانها الحقيقيين.
وقالت وكالة الأناضول التركية، نقلًا عن مصادر محلية في منبج، إن الميليشيات الإرهابية تواصل انتهاكاتها ضد سكان المدينة ذات الغالبية العربية، من خلال مصادرة البيوت والتجنيد القسري للمدنيين في صفوفها.
وأكّدت المصادر المحلية أن الأهالي تلقوا صباح الجمعة 27 أبريل/ نيسان الجاري، بلاغات من "PYD" من أجل إخلاء أكثر من 200 عقار تعود ملكيتها لمهجرين وعناصر في "الجيش السوري الحر".
وبحسب المصادر، فإن البلاغ تضمن كل منزل أو محل تجاري أو مزرعة تعود لعائلة لديها عنصر ضمن الجيش الحر.
ويخشى أهالي منبج من كارثة إنسانية، علمًا أن معظم المنازل يسكنها مسنّون، فيما اتهموا "PYD" بالسعي لتغيير الواقع الديمغرافي في المنطقة.
ومنذ سيطرتها على المدينة، بدعم من قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش، بقيادة واشنطن، في يونيو/حزيران 2016، هجّرت الميليشات الإرهابية عددًا كبيرًا من المدنيين.
فيما سيطرت الميليشيات على منازل المهجرين، وأسكنت فيها عائلات قيادات فيها، قدموا من "جبال قنديل" شمالي العراق.
في سياق متصل، أصدر "PYD" الخميس الماضي، قرارًا بتجنيد الشباب، قسرًا، ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عامًا.
ونص القرار على أن يقوم الشباب بتسليم أنفسهم حتى الخامس من مايو/أيار القادم، لما يسمى "هيئة الدفاع الذاتي" التابعة للتنظيم، تحت طائلة "الاعتقال والغرامة المالية" للمتخلفين، وسط استنفار أمني كبير في المدينة.
كما شهدت الأسابيع الأخيرة زيادة كبيرة في عدد القوات الأمريكية في المدينة ومحيطها، تزامنًا مع الاستعداد لافتتاح قواعد عسكرية جديدة لها في المنطقة.
وقبل أيام، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أن هناك خارطة طريق بين أنقرة وواشنطن، بشأن سوريا، وفي حال تطبيقها سينسحب تنظيم "PYD" وجناحه العسكري "وحدات حماية الشعب" (YPG) من منبج، وإلا فإن تركيا مضطرة للتدخل ضد الإرهابيين كما حصل في منطقة عفرين.
وقال جاويش أوغلو: "سنطبق نموذج منبج، في بقية المناطق السورية، وخصوصًا شرق نهر الفرات، وبهذه الطريقة سنتخذ معا (مع الولايات المتحدة) خطوات حول موضوع تسبب بتوتر علاقاتنا الثنائية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!