ترك برس
أفاد مساعد رئيس الوزراء التركي "نعمان كورتولموش" بأنّ الحكومة التركية قرّرت خلال إجتماعها الوزاري الأخير، منح جميع اللاجئين العراقيّين بكافة طوائفهم من تركمان ويزيديّين وغيرهم والبالغ عددهم 43 ألف و 120 شخصاً، حقّ الاستفادة من الخدمات الطبية في المشافي التركية بدل حقّ الاستفادة من الاسعافات الأولية والحالات الإضطرارية التي كانت ممنوحة لهم في الفترة الأولى من لجوئهم إلى الأراضي التركية.
وجاءت تصريحات كورتولمش هذه، أثناء ترؤّسه لاجتماع هيئة تنسيق شؤون اللاجئين السوريّين في مقرّ رئاسة الوزراء بالعاصمة أنقرة، حيث أفرد قسماً كبيراً من خطابه عن أوضاع اللاجئين السوريّين والخدمات المُقدّمة لهم من قِبل الدّولة التركية.
وقد أوضح كورتولمش أنّ عدد اللاجئين السوريّين الموجودين ضمن الأراضي التركية منذ عام 2011، وصل إلى مليون و 651 ألف و 920 لاجئاً، حيث تمّ إدراج مليون و 532 ألف و 74 لاجئاً منهم في السّجلّات الرسمية لإدارة الهجرة المعنيّة بشؤون اللاجئين، كما وعد كورتولمش بإتمام تسجيل من بقي من اللاجئين بأقرب وقتٍ ممكن.
وتطرّق كورتولمش خلال حديثه إلى الخدمات الصحية والفنية التي قدّمتها الحكومة التركية لهؤلاء اللاجئين، حيث أوضح بأنّ الحكومة التركية قدّمت لهؤلاء اللاجئين كافة أنواع الرّعاية الصحية والسكنية.
وبالنّسبة لمسألة الخدمات التّعليمية، أكّد كورتولمش بأنّ ما يقارب 500 ألف طالب من كافة المراحل التّعليمية، بحاجةٍ إلى إتمام مسيرتهم الدّراسية وأنّ الحكومة التركية وفّرت فرصاً تعليمية لما يقارب 175 ألف طالبٍ منهم.
وفيما يخصّ مسألة إيواء اللاجئين في المخيّمات، أشار كورتولمش أنّ الحكومة التركية قامت بإنشاء 22 مخيّماً منذ بدء الأحداث في سوريا وهي بصدد الإنتهاء من أعمال إنشاء مخيّمٍ آخر في منطقة "إصلاحية" التّابعة لولاية كهرمان مرعش، ليصل بذلك إجمالي عدد قاطني المخيّمات إلى 235 الف لاجئٍ سوري وعراقي.
وذكر كورتولمش أنّ الحكومة التركية أنجزت خلال فترةٍ وجيزة إنشاء مخيّمٍ للاجئين الذين نزحوا من بلدة كوباني إلى الأراضي التركية بعد تعرّض البلدة لهجمات تنظيم الدّولة الاسلامية، حيث أوضح بأنّ ورش العمل أنهت القسم الأول من المخيّم الذي يصل سعته الاستيعابية إلى 35 ألف لاجئ، وذلك في منطقة "سروج" التّابعة لولاية شانلي أورفا، حيث سيتمّ الافتتاح الرّسمي لهذا المخيّم في 25 كانون الثاني / يناير الجاري.
وقد سرد كورتولمش على الحضور بعضاً من الأرقام التي أنفقتها الحكومة التركية للاجئين منذ بدء الأحداث في سوريا والعراق، موضّحاً أنّ كلفة استضافة اللاجئين في تركيا وصلت إلى حدود 5 مليار دولار أمريكي، وأنّ الدّعم الخارجي لا يعادل 5 بالمئة من هذه الكلفة.
كما إنتقد كورتولمش الدّول الغربية فيما يخصّ مسألة إيواء اللاجئين، حيث أوضح بأنّ مجموع عدد اللاجئين الذين إحتضنتهم الدّول الغربية لا يعادل مجموع النّازحين الذي دخلوا الأراضي التركية من بلدة كوباني وحدها والبالغ عددهم 197 الف نازح.
وفي هذا السّياق أشاد كورتولمس بالمواقف الإنسانية للحكومة التركية التي فتحت أبوابها للاجئين السوريّين والعراقيّين قائلاً: " إنّ الحكومة التركية تنظر إلى قضيّة اللاجئين على أنّها حقّ الجوار وواجب إنساني وأخلاقي"
ودعا كورتولمش جميع المنظّمات المدنيّة إلى تشكيل لجانٍ في المحافظات التي تكثر فيها اللاجئين السوريّين من أجل تقديم المزيد من المساعدات لهم، كما دعا المجتمع التركي إلى رفع الحس والوعي الاجتماعي تجاه اللاجئين ومعاملتهم بشكل يليق بالقيم الأخلاقية لهذا المجتمع.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!