ترك برس
تناول تقرير في صحيفة "عربي21" الإلكترونية، أسباب اهتمام الشارع العربي بالانتخابات الرئاسية والبرلمانية المُبكّرة المقرر إجراؤها في تركيا يوم 24 حزيران/ يونيو القادم، ومتابعته عن كثب جميع تطورات هذا البلد.
وبحسب الصحيفة، فإن متابعة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية المقبلة لا تقتصر على الداخل التركي، أو على الأتراك في الخارج فحسب، بل إن كثيرا من العرب يولون اهتماما كبيرا لها خصوصا أولئك المقيمين على الأراضي التركية.
وأكّد التقرير أن انتخابات عربية عديدة على الأبواب، في لبنان، وتونس، والعراق، لم تحظ بذات الزخم الذي حازته التركية.
وزخرت مواقع التواصل الاجتماعي عربيا بالمنشورات المتعلقة بالانتخابات القادمة، التي ستنقل تركيا إلى النظام الرئاسي، في اختبار حقيقي لشعبية الرئيس الحالي، رجب طيب أردوغان، وتحد صعب لأحزاب المعارضة التركية التي شكلت ائتلافا رباعيا لمواجهته.
واعتبر التقرير أن مبررات المتابعين تختلف باختلاف أوضاعهم، إذ يقيم على الأراضي التركية أكثر من 3 ملايين مواطن عربي من الأردن وفلسطين والعراق وليبيا واليمن، وأغلبهم سوريون في المقام الأول، إلى جانب جاليات أخرى.
في السياق، يرى الكاتب والمحلل السياسي، الدكتور سعيد الحاج، أن هنالك العديد من الأسباب التي دعت العرب للاهتمام بالانتخابات التركية، أبرزها أنها أصبحت نموذجا للديموقراطية، ومثالا للإصلاح والنمو الاقتصادي.
ولفت الحاج إلى أن كثيرا من العرب ينظر إلى الحزب الحاكم في تركيا بأنه حزب "إسلامي محافظ"، وآخرون يتابعون العملية السياسية التركية انطلاقا من موقف تركية المناصر للحِراكات الشعبية التي انطلقت في الوطن العربي عام 2011.
ويتابع المواطن العربي المحروم من التجربة الديموقراطية الحقيقية، بحسب تعبير الحاج، الانتخابات التركية بنظرة تفاؤل ودعم، خصوصا أولئك الذين شاركوا في الثورات.
وعن الجاليات العربية المقيمة في تركيا، قال الخبير في الشأن التركي إن هنالك قرابة 3.5 ملايين مواطن عربي على الأراضي التركية، وعدد كبير منهم من النخب السياسية والاقتصادية والإعلامية، ومهتمون جدا باستقرار النظام السياسي في البلاد.
وسادت حالة من التشاؤم بعد أنباء ترشح الرئيس التركي السابق، عبدالله غل، لمنافسة أردوغان، قبل أن يعلن غل أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية المبكرة، المقرر إجراؤها في 24 حزيران/ يونيو المقبل.
وأرجع غل قراره خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة التركية أنقرة، إلى ما أسماه "غياب الإجماع الواسع"، مؤكدا أنه "وصل إلى أعلى ما يستطيع المرء الوصول إليه، ولا يوجد لديه رغبة في العودة إلى رئاسة تركيا".
كما سادت حالة من الارتياح في أوساط المتابعين العرب، بعد أن أعلن رئيس الحكومة التركية السابق، أحمد داود أغلو، عن دعمه للرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية المبكرة المزمع إجراؤها في الـ24 من حزيران/ يونيو القادم.
وفي مؤتمر صحفي بمقر البرلمان في العاصمة التركية أنقرة الخميس، قال دواد أوغلو: "ليس لدى حزب غير العدالة والتنمية وقرارهم هو قراري ومشواري السياسي سيتواصل معهم"، مؤكدا دعمه لأردوغان مرشحا للرئاسة ووقوفه وراء قرارات حزب العدالة والتنمية.
الباحث في مركز عمران للدراسات، معن طلاع، قال إن الجميع يراقب الانتخابات التركية القادمة، وليس العرب وحدهم، وذلك بسبب التحول السياسي في تركيا الذي يمنحها استقلالا أكبر في قراراتها.
كما أشار إلى أن المراقب العربي يعتبر التجربة التركية تجربة "إسلامية" تمثل الطابع الحضاري الإسلامي، في غياب مشروع عربي ديموقراطي منافس.
ولفت إلى أن المستوى الرسمي العربي أيضا يتابع الانتخابات، وليس الشعوب فقط، لافتا إلى أن بعض الأنظمة ترى في النظام التركي تهديدا لرؤية بعض الأنظمة العربية.
وأشار إلى أن بعض الدول العربية المتخوفة تتعامل مع تركيا على أساس "التكتيك السياسي"، وليس التحالف.
أما غربيا، فقال طلاع إن المجتمع الدولي تفاجأ بإعلان الرئيس التركي انتخابات مبكرة، ولم يتوقف الغرب عن محاولات تقويض الحكم في البلاد.
وفي وقت سابق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن "الشعوب العربية هي بمثابة الروح والقلب والحبيب والرفيق بالنسبة لنا، شأنها شأن إخوتنا في آسيا الوسطى والبلقان والقوقاز وفي سائر مناطق العالم".
وأضاف أردوغان: "نحن كأمة نعتبر كل قطرة دم سالت في سبيل الدفاع عن الأراضي المقدسة ونيل رضى الله تعالى وشفاعة رسوله صلى الله عليه وسلم شرفا وعزة لنا. وستكون بإذن الله تعالى وسيلة لنيل الشفاعة في دار الآخرة".
وأكّد أنه "لا يمكن للإداريين في بعض الدول من الذين يفتقرون إلى احترام الحدود ومعرفة التاريخ واللياقة الدبلوماسية، الإلقاء بالظلال على الأخوة التي تجمعنا بالشعوب العربية ولا على جهودنا في سبيل نيل رضى الله تعالى وشفاعة رسوله صلى الله عليه وسلم".
وشدّد على أن المسلمين "بكافة قومياتهم من ترك وعرب وكرد وفرس وغيرهم أبرياء من هذيان هؤلاء الذين لا ناقة لهم في مشاعر الأخوة ولا جمل. وكفانا الإسلام جمعا بيننا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!