ترك برس
توعّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشنّ عملية عسكرية في شمالي العراق ضد معسكرات تنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK) المصنف في قائمة الإرهاب لدى تركيا والكثير من دول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقال أردوغان، في تصريحات، إنه في حال كان هناك أدنى تهديد مصدره العراق، فإن أنقرة ستبحث الأمر مع بغداد، فإذا قالت الأخيرة إنها لا تستطيع حله عندها ستضرب تركيا ومن دون موافقة أحد، "سنجار" و"جبال قنديل" بل وحتى "مخمور" أيضا، وتلك مناطق في شمال العراق يوجد فيها حزب العمال الكردستاني.
ومنذ 11 مارس/ آذار الماضي، تواصل القوات التركية عملياتها ضد المناطق التي تضم معسكرات ومواقع (PKK) شمالي العراق، بهدف تدمير أسلحة ومواقع وملاجئ الإرهابيين، وتوفير أمن الحدود التركية مع العراق، ومنع تسلل العناصر الإرهابية إلى الداخل التركي.
قناة الجزيرة القطرية، أشارت في تقرير لها إلى أنه لا يعرف بعد دوافع أردوغان المباشرة، فقوّات بلاده تشن فعليا غارات على حزب العمال شمالي العراق، بل إن الجيش التركي زاد من عملياتها داخل الأراضي العراقية قبل مقتل أربعة من جنوده هناك.
لكن يعتقد - بحسب الجزيرة - أن الرجل المقبل على انتخابات رئاسية حاسمة بعد أقل من ثلاثة أسابيع، يحتاج إلى قضية متماسكة وتحظى بإجماع تركي قومي عليها، وليس ثمة أفضل من خطر مسلحي (PKK) على البلاد ما يوحد الجميع أو الكثيرين على الأقل حوله.
https://www.youtube.com/watch?v=giiAajmMTzg
فقد زادت شعبية أردوغان في الأشهر القليلة الماضية بسبب إحكام سيطرته على "عفرين" داخل الأراضي السورية، ومن شأن نجاح عسكري آخر أو حتى التهديد العسكري فقط أن يصدر صورة يرغب فيها الناخب لرئيس البلاد، فإذا هو مدافع قوي عن حدود البلاد ومحارب صلب ضد أعدائها عبر الحدود.
يضاف إلى هذا أن إدارة أردوغان توصلت إلى تفاهمات وصفت بالممتازة مع الأميركيين حول منطقة منبج السورية، حيث يوجد (PKK)، ما يعني أن التباين بين موقفي واشنطن وأنقرة آخذ في التلاشي بشأن العمليات العسكرية التركية ضد ميليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG) في سوريا.
وإذا كان هذا شأن خطب أردوغان في الأراضي السورية فقد يكون الأمر أكثر يسرا في الجوار العراقي وبمُعارضة أميركية أقل على الأغلب.
ذاك لا يمنع معارضة رسمية عراقية، فرئيسُ الوزراء العراقي ليس ضد العمليات العسكرية التركية من حيث المبدأ ما دامت تحترم سيادة العراق وهو ما يعتقدوا أنه قد يتحقق بالتنسيق بين الجانبين أي برضا بغداد وفقا لما يقوله البعض.
وفي رأي كثيرين فإن تحول أنقرة إلى رقم صعب في التحالفات الدولية والإقليمية على خلفية ما يجري في سوريا والانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي مع إيران، منح أردوغان فرصة تاريخية نادرة للعب على تناقضات القوى العظمى ودفعها لإغماض عينيها عن خططه فيما يتعلق بمسلحي (PKK)، الأمر نفسه يستثمر داخليا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!