ترك برس
يمثل الاقتراب من الملف الفلسطيني ركنا أساسيا في سلوك حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا والذي اتخذ خطابه في السنوات الأخيرة سقفا مرتفعا في دعم المواقف الفلسطينية ومناهضة إسرائيل.
لكن المستجد اللافت في هذا الملف تبنيه من قبل حزب "الشعب الجمهوري" المعارضة والمنافس الرئيسي لرجب طيب أردوغان، وقوة المعارضة الأساسية في تركيا، وفق تقرير لشبكة "الجزيرة".
فقد أعلن الحزب، وفي وقت مبكر من حملته الانتخابية، أنه سيعمل على رفع تأشيرات الدخول إلى تركيا عن الذين يحملون جواز السفر الفلسطيني في حال فوز الحزب بالانتخابات ووصول مرشحه محرم إنجة إلى كرسي الرئاسة.
وترى الجزيرة أن القضية الفلسطينية شغلت حيزا لافتا للانتباه في حملة الانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية التي ستجرى الأحد وسط أجواء تنافسية حادة في الملفات الداخلية والخارجية على السواء.
الإعلامي والكاتب المتخصص في الشأن التركي صالح عياد، يؤكد على "توظيف" هذا الخطاب دعائيا واستغلاله في الحملة الانتخابية من قبل حزب الشعب الجمهوري.
وقال عياد إن هذه الدعوة تمثل تناقضا في دعاية حزب الشعب الجمهوري التي تضع طرد اللاجئين السوريين من تركيا ضمن أجندتها المتقدمة.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال أمام حشد مليوني من أنصاره في مدينة إسطنبول يوم الأحد الماضي إن قوة تركيا هي قوة لفلسطين وحماية للقدس والمسجد الأقصى "والحق والعدالة".
وأشار أردوغان إلى أن تركيا قدمت لفلسطين الدعم السياسي والإنساني، وقدمت شهداء سفينة مرمرة، في إشارة للأتراك العشرة الذين قتلتهم إسرائيل في عرض البحر أثناء إبحارهم في سفينة كسر الحصار عن قطاع غزة نهاية مايو/أيار 2010.
واتهمت العديد من قوى المعارضة التركية حكومة حزب العدالة والتنمية بتعمد رفع حدة التوتر مع تل أبيب عقب دعوة أردوغان في أواسط أبريل/نيسان الماضي لإجراء الانتخابات المبكرة.
وربط ناشطون من المعارضة التركية في تغريدات لهم على موقع تويتر بين الاستعداد للانتخابات وبين طرد السفير الإسرائيلي من العاصمة أنقرة و"إهانته" في المطار احتجاجا على قتل إسرائيل أكثر من 60 فلسطينيا أثناء مشاركتهم في مسيرات العودة الكبرى على حدود قطاع غزة يوم 14 مايو/أيار الماضي.
لكن البرلماني التركي والأمين العام لحزب العدالة والتنمية ياسين أقطاي أكدا أن تركيا تحركت تجاه الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة من منطلقات مبدئية تستند إلى موقفها الثابت بدعم الفلسطينيين وقضيتهم، ورفض الاحتلال وما يمارسه من ظلم بحقهم.
وأوضح للجزيرة أن الرئيس أردوغان قد تحدث عن اتخاذ بلاده إجراء تجاه العلاقات مع إسرائيل، وأكد أن "ذلك ما سيحصل بعد الانتخابات".
وتبدو المقارنة بين الحالة الفلسطينية وغيرها من القضايا العربية غير واقعية في تركيا بحسب مراقبين، بالنظر لحساسية المجتمع التركي اتجاه موضوع فلسطين والقدس، الأمر الذي يجعلها ورقة قوة لخطب ودّ الشارع التركي واستقطاب تأييده في الانتخابات.
وخلال الأسابيع الأخيرة، عادت القضية الفلسطينية للتفاعل بزخم كبير في الشارع التركي دون أن يحجب ملف الانتخابات المتفاعل بقوة اهتمام الشارع التركي بها.
ويمكن رصد هذا الاهتمام بسهولة في وسائل الإعلام الرسمية وعلى منصات التواصل الاجتماعي التركية التي تنقل الحدث الفلسطيني أولا بأول.
ويحمل المشاركون في الوقفات والفعاليات الانتخابية التركية الأعلام الفلسطينية إلى جانب علم بلدهم الأحمر، بل يرتفع العلم الفلسطيني على بعض المنازل وإلى جوار أيقونات الأحزاب في الكثير من مدن البلاد.
كما انتشرت تصاميم تظهر صور الرئيس التركي أردوغان وبعض عباراته مع صور لمسجد قبة الصخرة في مدينة القدس.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!