ترك برس
قال ديفيد روثكوف المحلل السياسي الأمريكي والمدير التنفيذي لمجموعة FP للنشر المالكة لمجلة Foreign Policy إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الفائز الوحيد من التوتر المتزايد بين الولايات المتحدة وتركيا والذي تصاعد هذا الأسبوع، بعد نشر ترامب تغريدة بفرض عقوبات على تركيا.
وأضاف روثكوف في مقال نشرته صحيفة "ذا ناشونال" أن بوتين هو المستفيد الأكبر من سياسات ترامب ومواقفه، بدءا من التوترات التجارية مع أوروبا، وتقويض حلف الناتو، إلى المماطلة في تطبيق العقوبات على روسيا، للدفاع عن هجمات بوتين المباشرة على الديمقراطية الأمريكية.
وأردف أن ترامب خدم أيضا أهداف بوتين في الشرق الأوسط، حيث تحدث ترامب كثيرا مع بوتين حول أساليب "التنسيق" تجاه سوريا، كما أن سياسة البيت الأبيض في سوريا دفعت الولايات المتحدة للانسحاب من أجل تمكين الروس من القيام بكل ما يريدون نيابة عن أنفسهم وعن بشار الأسد، مهندس الكارثة السورية.
ولفت روثكوف إلى أن سوريا من المناطق التي يؤدي تدهور علاقات الولايات المتحدة مع تركيا إلى مساعدة بوتين فيها أكثر من غيرها.
وأوضح أنه في الوقت الذي تُضْعف فيه العقوباتُ الأمريكية الاقتصادَ التركي، فإنها ستضعف قدرة تركيا على الحفاظ على معارضتها لنظام الأسد في آخر معاقلها المتبقية مثل محافظة إدلب، وبذلك تزيد من احتمال نجاح روسيا في استعادة نظام الأسد للسلطة في جميع أنحاء البلاد.
واستطرد قائلا إن استمرار التدهور في العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا سيدفع الأخيرة إلى الاقتراب من بوتين. وسيكون هذا فوزا كبيرا للرئيس الروسي، حيث إن تركيا عضو في حلف الناتو وتخزن الولايات المتحدة على أراضيها ما يقدر بنحو 50 رأسا نوويا.
وفيما يتعلق برد الفعل التركي على تصعيد ترامب، يشير روثكوف إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بدأ يراهن منذ مدة على روسيا عبر شراء منظومة الصواريخ الروسية إس 400 وتطوير علاقات أوثق مع بوتين.
ووفقا للمحلل الأمريكي، فإن أردوغان لا يستطيع تحمل عقوبات طويلة الأمد من الولايات المتحدة دون مساعدة من دول مثل روسيا، ولذك قام بتحديد هذه القوى الكبرى التي سيتعاون معها حتى الآن بشكل فعال.
وأشار إلى أن انهيار العلاقات الأمريكية التركية لم يكن خطة أردوغان رقم واحد، لأنه سعى منذ زمن طويل لأن يكون مركزاً لتدفق الغاز الطبيعي من آسيا الوسطى التي ستتنافس مع خطوط الأنابيب الروسية إلى أوروبا، وللمحافظة على علاقة أكثر توازناً مع الغرب والشرق.
وتطرق روثكوف إلى أسباب تصاعد الخلاف بين البلدين، على الرغم من الآمال التي عقدت على تحسن العلاقات بعد فوز دونالد ترامب بالرئاسة، لافتا إلى أنه مع اعتقال عدد من الأمريكيين بتهمة التورط في محاولة الانقلاب ومن بينهم القس الإنجيلي أندرو برونسون، تم إعداد المسرح لتدهور العلاقات مع ترامب.
وتساءل روثكوف: هل من الممكن أن شخصا ما أقنع ترامب بأن تبني موقف متشدد من قضية القس برونسون يمكن أن يحقق به انتصارا على الأتراك، وهو الانتصار الذي كاد يتحقق خلال المفاوضات الأخيرة في واشنطن قبل أن تنهار؟ ومن سيستفيد من ذلك، بوتين أو اليمين الإنجيلي؟
وثمة احتمال آخر، كما يرى روثكوف، هو أن ترامب غضب من أردوغان، لأنه كان يعتقد أنه يستطيع التوصل إلى صفقة من شأنها أن تعطيه فوزًا ضروريًا في السياسة الخارجية، لكن أردوغان وجه ضربة قوية لرغبة الرئيس الأمريكي، فكان التهديد بتعميق العقوبات مجرد نوبة غضب من ترامب؟
ويجيب بأن السبب الحقيقي للتدهور ليس معروفا حتى الآن، ولكن ما نعرفه هو أن واحدة من أهم العلاقات الاستراتيجية بالنسبة إلى الولايات المتحدة أو تركيا تواجه مصاعب، وهو وضع لم يكن مرجحًا قبل أسابيع.
ويختم مقاله بالقول بأن توقيت الضغط الأمريكي على تركيا هو بالتأكيد في مصلحة روسيا، ولا سيما مع تصاعد القتال حول إدلب، مثلما يلعب التوتر الذي يسببه ترامب داخل التحالف الأوروبي لصالح روسيا. وسواء كان ترامب يتصرف بوعي بناء على توصية بوتين أم لا، فهو بالتأكيد يخدم أهدافه.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!