ترك برس
لم تعد حملة التعاطف والدعم مع الليرة التركية تقتصر على الدول العربية فقط، فبعد الإقبال الكبير على شراء الليرة في الكويت وقطر ولبنان والوافدين العرب في تركيا، امتدت هذه الحملة إلى باكستان، حيث احتشد الباكستانيون أمام محال الصرافة لشراء الليرة، وإظهار دعمهم لتركيا، وفق ما ذكر تقريرموقع "ميدل إيست آي" البريطاني.
ويذكر التقرير أن الحملة الاقتصادية التي تشنها إدارة ترامب على تركيا تعني بالنسبة إلى كثير من الباكستانيين شيئا واحدا، هو شراء الليرة.
وقال شعيب الذي يعمل في تكنولوجيا المعلومات في مدينة كراتشي، إنه قام بتحويل جزء من مدخراته لشراء 300 ليرة تركية (50 دولارًا) لإظهار دعمه الثابت لتركيا.
وأضاف أن "كثيرا من الناس لا يعرفون أن العلم الباكستاني مشتق من علم الإمبراطورية العثمانية، ولهذا أشعر بعاطفة قوية تجاه تركيا. أنا باكستاني بالميلاد، لكني تركي عن ظهر قلب".
وقال إبراهيم قاضي، معلق الشؤون الدولية من لاهور: "إننا ستلهمنا فكرة حملة دعم الليرة من من إخواننا القطريين. نحن نقبل أن يكون هناك قدر ضئيل من التجارة مع تركيا، لكن هذه الحملة هي هدية لتركيا على أمل التقدم".
وأضاف أن "الحملة دخلت مرحلة جديدة بدعوة الباكستانيين إلى مقاطعة المنتجات الأمريكية. نحن نتجه نحو دعم المنتجات التركية من الحفاضات إلى الملابس. سنشتري لصالح تركيا".
وقال مواطن باكستاني آخر كان يقف في أحد محال الصرافة في العاصمة إسلام أباد: "ليس لدي كلام يصف الرابطة بين الشعبين الباكستاني والتركي. أخبرني عن أي قائد آخر تحدث في برلماننا ثلاث مرات. لم يحظ البرلمان الباكستاني بشرف على هذا المستوى".
ويذكر الموقع أن عشرات الباكستانيين استجابوا لدعوة من ممثلي المجتمع المدني في وقت سابق من هذا الشهر لشراء العملة التركية، على الرغم من أن بلدهم تتجه نحو خطة إنقاذ أخرى من صندوق النقد الدولي.
ويلفت التقرير إلى أن تركيا وباكستان على خلاف مع إدارة ترامب التي خفضت 255 مليون دولار من المساعدات لباكستان في وقت سابق من هذا العام، متهمة باكستان بأنها تقدم ملاذا للمجموعات المتشددة التي تشن هجمات في أفغانستان. وقال محللون إن هذا الإحباط المشترك في الولايات المتحدة يؤجج حملة شراء الليرة.
وقال سكندر لودهي وهو صحفي يعمل في لاهور: "إن تركيا وباكستان تشتركان في الكثير من القواسم المشتركة، ومن بينها تراجع الاقتصاد، ولكن الرابطة الرئيسية بينهما في الوقت الحالي هي أنهما تتعرضان لهجوم من ترامب".
وأضاف الصحفي الباكستاني أن ما حفز الباكستانيين على نحو خاص لشراء الليرة التركية إعلانُ ترامب عن مضاعفة التعريفات الجمركية على تركيا في 10 آب/ أغسطس.
ويشير التقرير إلى أن هناك عوامل أخرى وراء الدعم الباكستاني لتركيا بعيدا عن تحدي الولايات المتحدة، ومن بينها أن المسلمين المتدينيين في كلا البلدين يتقاسمون قضايا مماثلة وهوية واحدة.
وقال نظير حسين، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة قايد أعظم في إسلام أباد: "ما يجمع حقا بين الأمتين التركية والباكستانية معا هو أن تكون تركيا صاحبة صوت مسموع في قضايا إسلامية، مثل قضية فلسطين والمذابح التي تحدث في العالم الإسلامي."
وأضاف أن "تركيا عرضت في الماضي دعم باكستان دون أن تطلب شيئا بالمقابل. وقد لا يعرف الكثيرون أن تركيا كان لها دول فعال في مساعدة باكستان خلال زلزال 2005".
ونوّه إلى أن حزب "الجماعة الإسلامية" دعم حملة شراء الليرة التركية، وهو حزب سياسي إسلامي محافظ في باكستان، وهذا ما يفسر دعمه للحملة.
وقال الباحث الباكستاني: "تركيا من المؤيدين المتحمسين لجماعة الإخوان المسلمين، ويحظى الإخوان المسلمون بدعم قوي في جميع أنحاء العالم الإسلامي وخاصة في باكستان. ولهذا كان من الطبيعي أن تخرج الجماعة الإسلامية لدعم أردوغان والشعب التركي، لأن هذه الأحزاب بينها علاقة وثيقة وأواصر صداقة قوية".
وفي حين اتفق المحللون والمشاركون في حملة دعم الليرة على أنه من غير المرجح أن تدعم الحملة اقتصاد تركيا بمفردها، فإنهم يرون أن الظرف الراهن فتح إمكانية المزيد من التوافق بين البلدين. ويعتقد الكثيرون أن صعود أردوغان وعمران خان رئيس الوزراء الباكستاني يمكن أن يمثل نموذجًا جديدًا في القيادة الإسلامية، وهو نهج لن يخضع للضغوط الأمريكية بسهولة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!