ترك برس
أدلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتصريحات لافتة حول الاتفاق الذي توصل إليه مؤخرًا مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، في مدينة سوتشي الروسية، والقاضي بإقامة منطقة منزوعة السلاح في محافظة "إدلب"، آخر معاقل المعارضة السورية.
جاء التصريحات خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مستشار النمسا، سيباستيان كورتز، عقب محادثات عقداها الأربعاء في مدينة "سان بطرسبورغ" الروسية، حسب وكالة (RT).
وفي 17 سبتمبر/أيلول الماضي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحفي بمنتجع سوتشي، اتفاقًا لإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق النظام والمعارضة في إدلب.
ويعد الاتفاق ثمرة لجهود تركية دؤوبة ومخلصة للحيلولة دون تنفيذ النظام السوري وداعميه هجومًا عسكريًا على إدلب، آخر معاقل المعارضة، حيث يقيم نحو 4 ملايين مدني، بينهم مئات الآلاف من النازحين.
وقال بوتين إن "منطقة خفض التصعيد في إدلب نقل إليها مسلحون من كافة أنحاء سوريا تقريبا، واحتشد هناك للأسف عدد كبير جدا من ممثلي الجماعات المتطرفة، مثل داعش وجبهة النصرة والتشكيلات المرتبطة معهما، وإننا، (على فكرة)، نشاهد مواجهات بين هذه الأطراف داخل إدلب".
أضاف: "لكن هذا ليس ما يقلقنا، ما يثير قلقنا هو تزايد عدد عمليات القصف في الآونة الأخيرة التي تستهدف البلدات والمدن السورية، بما في ذلك حلب، ثاني أكبر مدينة في البلاد..
إلا أن قلقنا الأكبر نجم عن بدء تنفيذ محاولات منها لمهاجمة المواقع العسكرية الروسية في سوريا، لا سيما مطار حميميم، بواسطة طائرات مسيرة تمثل خطرا على الرغم من أنها مصنوعة يدويا. وكنا مضطرين لهذا السبب إلى الرد وشن ضربات على الأراضي التي نبع منها التهديد".
وتابع بوتين: "هذه القضية بالذات كانت في صلب محادثاتنا مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال زيارة العمل الوجيزة التي قام بها إلى سوتشي مؤخرا، وخلال اللقاء مباشرة تشكلت فكرة إقامة منطقة منزوعة السلاح في إدلب بعمق 15-20 كيلومترا، لضمان مزيد من الأمن للمنشآت السورية المدنية والمدن والبلدات، وكذلك قاعدتنا العسكرية في حميميم".
وأوضح بوتين أن الاتفاق، الذي تم التوصل إليه خلال محادثاته مع أردوغان، ينص على "إقامة منطقة خفض التصعيد المذكورة أعلاه بعمق 15-20 كيلومترا والتي يجب أن لا تحتضن أي جماعات متطرفة، بما في ذلك جبهة النصرة، أو أي أسلحة ثقيلة، أيا تكن الجهة".
وأكد الرئيس الروسي في هذا السياق: "أود أن أبلغكم، ولقد تحدثت عن هذا الأمر اليوم في موسكو، بأننا نعمل بتضامن مع شركائنا الأتراك، ونرى أنهم يتعاملون مع هذه الاتفاقات بأقصى درجات الجدية، ويطبقون مسؤولياتهم من الالتزامات ويساهمون في انسحاب مختلف الجماعات المتطرفة والأسلحة الثقيلة من هذه المنطقة".
ولفت بوتين إلى أن روسيا، بدورها، تقوم على إنجاز قسمها من العمل الخاص بتسوية الوضع في إدلب، مبينا: "إننا سنواصل سوية معهم العمليات التي تم تحديدها، بما في ذلك تنفيذ الدوريات المشتركة من قبل القوات المسلحة التركية والشرطة العسكرية الروسية".
وشدد الرئيس الروسي على أنه "لو لا التنسيق مع السلطات السورية والدعم من قبل إيران، لكانت هذه الاتفاقات مستحيلة"، مضيفا: "إننا متضامنون في عملنا الذي يتقدم باتجاه صحيح، ولدي كل أساس للاعتقاد أننا سنحقق جميع الأهداف التي رسمناها".
ولفت بوتين إلى أن "هذا يعني أنه لا يلوح في الأفق تنفيذ أي عمليات عسكرية واسعة النطاق هناك"، وتابع: "لا حاجة إليها ويجب حاليا تحقيق أهداف معينة، وتلك الآليات التي اخترناها، تعمل بفاعلية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!