ترك برس - الأناضول
ما أن تطأ قدماك، متحف طروادة في ولاية جنق قلعة، غربي تركيا، ستجد في استقبالك أبيات من ملحمة "الإلياذة" الإغريقية، والتي روى فيها الشاعر هوميروس قصة حصار مدينة طروادة خلال عصور ما قبل الميلاد.
والمتحف يقع ضمن حدود قرية توفيقية بمدينة طروادة القديمة، والتي تستقبل بدورها أكثر من 500 ألف زائر سنوياً.
وتجري حالياً الاستعدادات والتحضيرات الأخيرة لافتتاح المتحف الذي اكتملت أعمال بنائه مؤخراً، بعد أن بدأت عام 2014 عقب مسابقة أجرتها وزارة الثقافة والسياحة التركية آنذاك، لتحديد المخطط المعماري للمشروع، بحسب مراسل الأناضول.
وقبيل الافتتاح الرسمي، يتم نقل قطع أثرية من متحف الآثار الكائن بمركز ولاية جنق قلعة، إلى متحف طروادة، وتصنيفها هناك من قبل خبراء، لوضعها في مكان عرضها الجديد.
وخُصّص قسم داخل متحف طروادة، لرؤية الآثار التي تم تهريبها خلال أعمال الحفر والتنقيب، على مدى الأعوام الماضية.
ويمتد المتحف الذي بلغت تكلفة بنائه 75 مليون ليرة تركية (قرابة 12.5 مليون دولار أمريكي)، على مساحة قدرها 12 ألفا و750 مترا مربعا، خُصّص 3 آلاف منها لقاعات المعارض.
وعند مدخل المتحف، عُرضت أبيات من ملحمة "الإلياذة" الشعرية الإغريقية، كُتبت عبر فن النحت على الحجر.
وعُرضت أبيات الشعر في ست لغات هي التركية، والإنكليزية، والفرنسية، والألمانية، واليونانية والصينية.
كما وُضع عند مدخل المتحف أيضاً، ركائز وأعمدة معمارية تعود للعصر الهلنستي والروماني، إضافة إلى نموذج من حجر الرخام يصوّر المتحف وأقسامه من الأعلى.
وقال علي أطمجه، مدير متحف الآثار في جنق قلعة، إن مراسم وضع حجر أساس متحف طروادة، تمت في عام 2013، وبعد عام واحد بدأت أعمال التشييد والبناء.
وأشار خلال حديثه للأناضول، إلى تخصيص مساحة كبيرة من المتحف، كمنطقة مفتوحة وخضراء، فيما خُصصت 3 آلاف و300 متر مربع لعرض الآثار.
من جهته، قال البروفسور رستم أصلان، عضو الهيئة التدريسية في قسم الآثار لدى جامعة الثامن عشر من مارس بجنق قلعة، إن قصة بناء المتحف المذكور تعود إلى عام 1996م، عقب تسمية مدينة طروادة وما حولها بـ"حديقة طروادة التاريخية الوطنية".
وأضاف أصلان الذي يتولى أيضاً رئاسة فريق التنقيب الأثري في مدينة طروادة القديمة، إلى أهمية مشروع بناء متحف طروادة، مبيناً أن تصنيف المنطقة ضمن قائمة "يونسكو" للتراث العالمي، شكل منعطفاً هاماً لها.
وأوضح أنهم توصلوا خلال أعمال التنقيب في المدينة القديمة، إلى اكتشافات تظهر بأن طروادة كانت مدينة تابعة لمنطقة الأناضول خلال العصر البرونزي، لافتاً إلى مشاركتهم هذه الاكتشافات والمعلومات التي توصلوا إليها هناك مع الرأي العام والإعلام.
وذكر أن المتحف الجديد سيعرض هذه الاكتشافات التي تؤيد فكرتهم، مؤكداً أن تبعية طروادة كانت موضع نقاش كبير على مر السنوات الماضية.
وأكد أن افتتاح متحف طروادة سيشكّل نقطة تحول في عالم الآثار والتنقيب، وسينتج عنه ظهور تفسيرات وتحليلات جديدة حول أرشيفات هوميروس، والآثار التي عُثر عليها في مدينة طروادة.
وفي وقت سابق، أعلنت الحكومة التركية، أن عام 2018 سيكون "عام طروادة" تكريماً للذكرى العشرين لتصنيف منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونسكو"، المدينة القديمة في جنق قلعة ضمن قائمة التراث العالمي.
وطروادة مدينة تاريخية قديمة، ازدهرت في الألف الثالث قبل الميلاد. واشتهرت بقصة حصان طروادة الخشبي الذي اختبأ داخله الجنود الإسبرطيون، وتسللوا ليلا لفتح أبواب المدينة أمام جيوش الملك منيلاوس، ملك إسبرطة بقيادة أخيه أغاممنون، الذي حاصر المدينة قرابة عشرة أعوام.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!