أحمد كيكيتش – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
من لديهم قليل من المعلومات حول "الجاسوسية" يعلمون أن اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي ليس حادثة يمكن تناولها من الناحية "الجنائية" فقط.
كل الأدلة تشير إلى أن خاشقجي احتُجر في القنصلية السعودية بإسطنبول، ثم اختفى. أما ما أصابه بعد ذلك فما يزال سرًّا..
قد يكون اختُطف، أو قُتل في القنصلية. هناك عدد من المؤشرات والتسجيلات تؤيد هذين الاحتمالين.
الاحتمال الأقوى أن يكون اقتيد إلى مكان ما، ثم قُتل في مكان احتجازه. هناك ادعاءات جدية للغاية في هذا الخصوص.
الأمر ممكن. لكن هناك تفصيل ملفت للنظر في هذه الحادثة:
من أخفوا خاشقجي (مسؤولو القنصلية والسعوديون الخمسة عشر الذين قدموا إلى إسطنبول يوم 2 أكتوبر) خلفوا وراءهم "آثارًا" تعزز احتمال ارتكاب جناية. على الأصح، تصرفوا وكأنهم كانوا يريدون ارتكاب أخطاء.
بالنظر إلى تصرفاتهم، نرى أنهم لم يتجنبوا ارتكاب الأخطاء، وبعبارة أخرى أنهم تعمدوا "ترك آثار" وراءهم. لا يمكن لأي جهاز استخبارات أن يتصرف بمثل هذا "الإهمال" (أصبحنا نعلم أن السعوديين الخمسة عشر الذين قدموا إلى إسطنبول يوم 2 أكتوبر هم عناصر استخبارات).
هناك "إهمال منفذ باحترافية".. قبل ساعات من حادثة الاحتجاز تهبط طائرتان سعوديتان في إسطنبول، ويخرج منهما 15 شخصًا، يتجهون أولًا إلى الفندق حيث يحجزون لأربعة أيام، ثم يذهبون إلى القنصلية وينهون مهمتهم هناك، وبعدها يغادرون تركيا ليلًا.
بين القادمين هناك عنصر استخبارات معروف بقدراته في مجال "إتلاف الأدلة".
تفصيل آخر ملفت: رغم معرفتهم بأن اختفاء خاشقجي سيكون محل تحقيق جنائي، يقول مسؤولو القنصلية إن كاميرات المراقبة لم تكن تعمل. هناك مشاهد لدخول خاشقجي، ولا مشاهد لخروجه.
في نفس اليوم، مُنح الموظفون الأتراك العاملون في القنصلية ومقر إقامة القنصل، إجازة.
"الإهمال المنفذ باحترافية" يُلاحظ أيضًا في تصرفات القنصل، الذي يقول لسان حاله: "نحن احتجزنا خاشقجي وأخفيناه. جميع المشاركين في هذه المهمة لديهم حصانة دبلوماسية. ارتكبنا جريمة على أرضنا. بموجب القانون الدولي لا يمكن لتركيا محاسبتنا على تصرفاتنا"..
إذا كان خاشقجي قُتل (وهذا هو المعتقد) فليس بيد تركيا ما تفعله، بسبب القوانين الدولية. إذا ثبتت الجريمة جل ما يمكنها فعله هو طرد منفذيها.
منذ أيام ونحن نناقش البعد "الجنائي" للحادثة، لكن برأيي، هذه الجريمة ليست مجرد حادثة "تخلص" من شخصية معارضة، فهي تتضمن رسالة أيضًا.
تحركات طاقم التصفية الجسدية ما بين السعودية والإمارات ومصر وعلاقاته مع ولي العهد السعودي تخبرنا بأمر ما. وهذا ما تعمل تركيا ومسؤوليها على دراسته وإعداد "خطة عمل" في مواجهته.
فكونوا على استعداد لمفاجآت قادمة!!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس