الأناضول
يضم طرازه المعماري المخزون الثقافي لمدينة إسطنبول، كما حصد العديد من الجوائز الدولية قبل افتتاحه، ويجري تشييده على مساحة 76.5 مليون متر مربع، وستبلغ طاقته الاستيعابية عند الانتهاء من كافة مراحله، 200 مليون مسافر سنويا.
هو مطار إسطنبول الجديد، الذي يعتزم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، افتتاح المرحلة الأولى منه في الذكرى السنوية لتأسيس الجمهورية التركية التي تصادف 29 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وسيضم المطار بعد افتتاحه العديد الميزات هي الأولى من نوعها في مجال الطيران والمطارات، سواء من حيث الحجم، والبنية التحتية، وأنظمة الأمن والسلامة وصولا إلى الجوانب المعمارية التي تجمع بين العراقة والحداثة.
وحسب المعلومات التي جمعتها مراسلة الأناضول، تم تشييد المطار من قبل شركة " İstanbul Grand Airport" التي تشكلت في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2013، وتتكون من مجموعة من المشاريع المشتركة لشركات ليماك، وكولين، وجنغيز، ومابا، وقاليون.
وفاز تحالف الشركات المذكورة بمناقصة بناء وتشغيل ونقل ملكية المطار بتكلفة تصل إلى 26 مليار و140 مليون يورو مع ضريبة القيمة المضافة، وتواصل الشركة أعمال البناء منذ 5 سنوات.
وبلغت استثمارات المرحلة الأولى من المطار 6 مليارات يورو، ومن المنتظر أن تقدم خدمات لـ 90 مليون مسافر سنويا.
وسيتم افتتاح المطار بشكل تدريجي على 4 مراحل؛ الأولى نهاية الشهر الجاري بمشاركة الرئيس التركي، ومن المرتقب أن يتم الانتهاء من بناء كامل مراحلها في عام 2023.
وتم إنشاء عشرات المنشآت الصناعية في موقع بناء المطار، تضم داخلها قرابة 3 آلاف آلة ثقيلة، وأكثر من 10 آلاف عامل يعملون في ظروف استثنائية على مدار 24 ساعة دون انقطاع، لإنجاز بناء المطار في الموعد المحدد.
وجرى اعتماد أسلوب البناء والتشغيل ونقل الملكية في تشييد المطار الذي من المنتظر أن يضم عند الانتهاء من بناء كافة مراحله، 6 مدرجات مستقلة، وقدرة استيعابية تتسع لـ 500 طائرة في آن واحد، ومرأب مفتوح وآخر مغلق للسيارات بسعة تبلغ 70 ألف سيارة، إضافة إلى 200 مليون مسافر سنويا، لينال بهذا لقب أكبر مطار حول العالم.
وفي منتصف عام 2014، انتهت أعمال إعداد خطة العمل الرئيسية للمطار الذي يضم أسلوبه المعماري المخزون الثقافي لمدينة إسطنبول.
وتضم فرق التصميم في المطار أكثر من 250 معماريا محليا وأجنبيا مختصين في مجالات مختلفة، وما يزيد عن 500 مهندس.
وعقب دخول المطار الخدمة، يتوقع أن تدفع الشركة المشغلة له 1.1 مليار يورو سنويا، أي بما مجموعه 26 مليار يورو سنويا بما فيها ضريبة القيمة المضافة، خلال 25 عاما، وبهذا ستجني خزينة الدولة حوالي 176 مليار ليرة تركية بما فيها ضريبة القيمة المضافة، دون أن تخرج منها ليرة واحدة.
وفي اليوم الأول من افتتاح المرحلة الأولى من المطار الذي سيحضر مراسمه شخصيات بارزة محلية وعالمية، من المتوقع أن يشهد إقلاع 5 رحلات وهبوط مثلها.
وأعلنت الخطوط الجوية التركية أن وجهة الرحلات الداخلية ستكون إلى ولايات أنقرة وإزمير وأنطاليا، فيما ستكون وجهة الرحلات الدولية نحو أذربيجان وجمهورية قبرص الشمالية التركية.
وتعتزم السلطات القائمة على المطار، إتمام أعمال النقل من مطار أتاتورك الدولي حاليا في إسطنبول، بحلول نهاية العام الجاري، لتتمكن بعدها ألفي طائرة من الإقلاع والهبوط بشكل يومي.
وستتجه طائرات 250 شركة نقل جوي من مطار إسطنبول الجديد، نحو أكثر من 350 وجهة حول العالم.
ومما يميز مطار إسطنبول الجديد، أنه حصد العديد من الجوائز الدولية قبل افتتاحه.
أبرز وأولى الجوائز التي نالها المطار، كانت تلك التي حصدها برج المراقبة المصمم من قبل شركتي "Pininfarina" و"Aecom"؛ حيث حصل على جائزة "المركز الأوروبي للهندسة المعمارية والتصميم" عام 2015.
كما أن المشروع نال جائزة تصميم في فئة المشاريع المستقبلية، والبنى التحتية، لمبنى المسافرين في المطار عام 2016، من قبل إدارة مهرجان العمارة العالمي.
ويتميز برج المراقبة بأنه مستوحى من الثقافة الإسلامية والتركية، ومن شكل زهرة التوليب التي تشتهر بها إسطنبول، وسيكون من معالم المدينة البارزة التي يمكن للمسافرين جوا رؤيتها.
كما حصلت أنظمة المشروع بما فيها الكهربائية، وتصميم مبنى المطار، جائزة "المركز الأوروبي للهندسة المعمارية والتصميم" عام 2015.
مساحة المبنى الرئيسي للمطار تبلغ مليون و300 ألف متر مربع، ليكون بذلك أكبر مبنى مطار حول العالم.
واستوحى مصممو سقف المبنى، تصميمهم من المعمار العثماني الشهير سنان.
وسيمهد مطار إسطنبول الجديد، الطريق أمام الاقتصاد التركي لإحداث طفرة نوعية عقب افتتاحه، ومن المتوقع أن تصل حصة المطار من الناتج المحلي الإجمالي التركي إلى 4.9 بالمائة بحلول 2025.
وسيرتبط المطار بمركز مدينة إسطنبول، بشبكة حديثة ومتطورة من مترو الأنفاق، ويتواصل العمل حاليا على إنشاء هذه الشبكة من مترو الأنفاق.
ومن المستهدف أيضا، جعل مطار إسطنبول الثالث من أهم المطارات التي تقدم أفضل الخدمات لركابها حول العالم. وفي هذا الإطار تم تحديد العديد من المعايير العالمية الجديدة لشركة سيارات الأجرة التي تم التعاقد معها من أجل المطار.
وفيما يخص منظومة تكنولوجيا المعلومات، تم تشكيل شركة مساهمة مختصة بالبنية التحتية وخدمات البرمجة الإلكترونية في المطار، يعمل فيها حوالي 780 مهندسا تركيا مختصين في هذا المجال.
وستعتمد الشركة التركية المذكورة، أنظمة البرمجة والتكنولوجيا المحلية والوطنية في كافة الأعمال التي ستقوم بها ضمن المطار.
كما سيضم المطار أحدث أنظمة الأمن والحماية، وسيستخدم فيها رادارات أرضية لأول مرة.
ولا تكاد تخلو نقطة أو زاوية في المطار من كاميرات المراقبة التي تم تركيبها وفق أحدث الأنظمة العالمية.
وتم تخصيص مركزين مختلفين لتواجد قوات الأمن فيها لتأمين سهولة انتقالهم إلى موقع الحدث إن تطلب ذلك.
ويبلغ مجموع أعداد الكاميرات في كل من مبنى المطار ومرآب السيارات 9 آلاف كاميرا مراقبة ذكية.
وسيلعب المطار دورا مهما في تحقيق تركيا لأهدافها الاقتصادية المتمثلة بدخول قائمة أكبر 10 اقتصادات في العالم بحلول 2023 الذي يمثل المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية.
وتضم إسطنبول حاليا مطارين، أحدهما مطار "أتاتورك" في الشطر الأوروبي، والآخر "صبيحة غوكجن" في نظيره الآسيوي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!