ترك برس
ناقش خبراء خلال برنامج تلفزيوني على قناة "الجزيرة" القطرية، دلالات تحذير وزير الدفاع الأميركي "جيمس ماتيس"، السبت، من أن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول التركية، "يقوض الاستقرار الإقليمي".
وقال ماتيس إن مقتل الصحفي جمال خاشقجي في منشأة دبلوماسية يشكّل مصدر قلق كبير، مؤكدا أن أميركا ستحافظ على علاقتها مع السعودية، لكنها -في الوقت ذاته- ستتخذ إجراءات ضد من تسبب في مقتل خاشقجي.
وخلال مشاركته في منتدى "حوار المنامة" حول شؤون الشرق الأوسط في العاصمة البحرينية، أضاف ماتيس أن فشل أي أمة في الالتزام بالأعراف الدولية وحكم القانون يقوض الأمن والاستقرار الإقليمييْن في وقت تزداد فيه الحاجة إليهما.
وبخصوص وصف ماتيس لقضية مقتل خاشقجي بأنها مصدر قلق للجميع وأبعاد تأثيرها على الاستقرار والأمن الإقليميين؛ يعتقد كبير الباحثين في معهد كيتو للدفاع دوغلاس باندو، أن ماتس يلمّح بتصريحه هذا إلى ضلوع السعودية في هذه القضية.
ويوضح باندو، حسب الجزيرة، أن ذلك سيؤدي لتبيعات تسيء إلى صورة الرياض، ويصعّب التعاون الغربي معها في التعامل مع قضايا أمنية مما يجعل وضع المنطقة غير مستقر.
ويضيف باندو أن رئيس أميركا ووزير دفاعها ينظران إلى القضية من منظور أمني، ويعتبرانها مشكلة أمنية ذات أهمية كبيرة جدا يجب محاسبة المسؤولين عنها دون السعي لتدويلها. وفي ذات الوقت؛ يحاولان المحافظة على استقرار العلاقة الوثيقة مع السعودية.
أما أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية حسن البراري، فيرى أن ما قاله ماتيس يعبّر عن خوفه مما فعلته السعودية التي يصفها بأنها "اللاعب الرئيسي" في المنطقة، وهي من تتكئ عليها واشنطن في إستراتيجيتها للحرب الباردة مع إيران.
ويشير إلى أن تصرفات الرياض تتسبب في الإضرار بالمنظومة التي تريد أن تنشئها الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما يجعلها جزءا من المشكلة لا الحل؛ وفق التحليلات الأميركية.
ويؤكد البراري إلى أن الإعلام العالمي والمسؤولين الأميركان والأتراك لا يثقون فيما تقدمه لجنة التحقيق السعودية، لكونها الخصم والحكَم في ذات الوقت، وهم يطالبون بمعرفة مصير جثة خاشقجي وتحديد الآمر الحقيقي بتنفيذها.
ويوضح أن الدعوات المطالبة بتدويل القضية جاءت وفقا لعدة أسباب، منها ما يراه المجتمع الدولي في محاولات الرياض تقديم أكباش فداء في هذه القضية دون المس بالجاني الحقيقي؛ وكذلك قد تكون غير مؤهلة سياسيا أو أخلاقيا للسير في هذه المحكمة لكونها طرفا رئيسيا، وهو ما يستوجب وجود لجنة تحقيق دولية.
أما الكاتب والمحل السياسي جيري ماهر فإنه يدعو إلى الوقوف جنبا إلى جنب بجوار التحقيقات السعودية التي تعمل بجدية -بالتعاون مع تركيا- لكشف حقيقة ما حصل، خاصة بعد اعترافها الأخير بمقتل خاشقجي، وإصرارها على محاسبة المتهمين في القضية.
ويقول ماهر إن الأزمات التي تحدث في سوريا وإسرائيل وإيران هي التي تقوض استقرار المنطقة، أما قضية خاشقجي فلن تضر بالاستقرار لأن الرياض اعترفت بها، وهي ماضية في حلها بما في ذلك موضوع مصير جثة خاشقجي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!