ترك برس
ناشدت "وحدات حماية الشعب" (YPG)، الولايات المتحدة لحمايتها من القصف التركي على مواقعها، والذي جاء تمهيدًا لعملية عسكرية تهدف إلى تطهير الحدود من الإرهاب وضمان عودة اللاجئين السوريين إلى منازلهم التي اضطروا لهجرتها بسبب ممارسات عنصرية.
والأسبوع الماضي، قال الرئيس رجب طيب أردوغان، إن تركيا أكملت خططها واستعداداتها لتدمير الإرهابيين شرق نهر الفرات بسوريا وستطلق قريبا عمليات أوسع نطاقاً وأكثر فعالية في تلك المنطقة.
وأضاف الرئيس التركي أن بلاده لن تسمح للراغبين بإغراق سوريا في الدم والنار مجددا، بتنفيذ مخططاتهم عبر تحريض نظام بشار الأسد من جهة وإطلاق يد تنظيم "داعش" من جهة أخرى.
وأكد أن تركيا مصممة على اتخاذ ما يلزم في حال عدم إقدام الجانب الأمريكي على ما يتوجب شرق الفرات أيضا.
و"وحدات حماية الشعب" (YPG)، هي الذراع السوري لتنظيم "حزب العمال الكردستاني" (PKK)، المصنف في قائمة الإرهاب لدى تركيا ودول غربية، في مقدمتها الولايات المتحدة، ورغم ذلك تصر واشنطن على دعمها تحت ذريعة "داعش".
رئيس ما يُعرف بـ"مجلس سوريا الديمقراطية"، رياض درار، زعم أن "تسيير دوريات بين قوات سوريا الديمقراطية (تشكل YPG عمودها الفقري) والجيش الأمريكي على الحدود مع تركيا هو من باب ذرّ الرماد في العيون".
وأضاف درار: "لأن هذه الدوريات قد تعطي طابعا معنويا لكنها لن تؤثر على الجانب التركي، لأنه مازال مستمرا بالقصف العشوائي للمناطق الحدودية"، حسب صحيفة "عربي21".
وبحسب درار، فإن "تركيا لديها اتفاق أضنة الذي وقع عام 1998 مع نظام حافظ الأسد الذي يسمح لها بالدخول حتى عمق 5 كم في المناطق السورية لحماية أمنها وقد تحتج بهذا الاتفاق".
واعتبر أنه "في الواقع يمكن لتركيا أن تبتز به الجانب الأمريكي وتدعي أنها تحمي حدودها التي هي حدود آمنة و لم تتعرض للتدخل أو التهديد من قبلنا" وفق زعمه.
ويرى أنه "لا مجال أمام الولايات المتحدة الأمريكية إلا بالضغط الحقيقي على تركيا والقول لها بأنها غير مهددة وأن هذا التصعيد استفزازي وغير مقبول ويجب عليها أن تتراجع، لأننا نعمل من أجل هدف واحد وهو حماية حدودنا من التهديد الإرهابي الداعشي وأمثاله".
ويرى الناشط السياسي جاسم المحمد، في حديث لـ"عربي21"، أن دعوة "مجلس سوريا الديمقراطية" تأتي وسط خشيتها من تخلي الولايات المتحدة الأمريكية عنها، وذلك كما حصل في عفرين سابقاً.
وقال المحمد إن قسد بمختلف مكوناتها العسكرية والسياسية تعلم علم اليقين أن الولايات المتحدة الأمريكية من الممكن أن تتخلى عنها ضمن توافقات سياسية دولية ، وبالتالي هي تحاول الضغط تارة والتهديد تارة أخرى بوقف محاربة تنظيم "داعش" لمحاولة ثني أمريكا على السماح بعملية عسكرية في شرق فرات.
وأكد المحمد أن تصريحات وتهديدات "مجلس سوريا الديمقراطية" لن تأتي بنتائج ملموسة على الأرض، حيث أن التوافق التركي الأمريكي، أكبر وأهم من قسد، وبالتالي فإن المشهد السوري، وخاصة في شرق الفرات أمام متغيرات جديدة خلال الفترة القليلة المقبلة.
بدوره يعتقد نائب رئيس "التحالف الوطني لقوى الثورة في الحسكة" محمود الماضي، أنه بعد إدراك "قسد" أنّ مهمّتها أوشكت على النهاية في ذريعة محاربة تنظيم الدولة حاولت قبل عدة أشهر اللّجوء إلى النظام والتفاوض معه والتي فشلت برفض من النظام لمطالبها حول الإدارة الذاتية، أيقنت اليوم أنّها أمام مواجهة مع تركيا التي تعتبرها قوة إرهابية على حدودها.
وقال الماضي إنه بعد الأنباء عن قيام الجيش الحرّ بعملية في الشمال السوري بمساندة الجيش التركي، ربما تقدم "قسد" على التراجع والانسحاب من مناطق دير الزور للضغط على أمريكا من جهة ولتوهم الرأي العام بأنّ خطر داعش مازال موجودا.
لكن في المقابل ووفق حديث الماضي، فإن الوحدات الكردية مازالت تتجاهل أن وجودها في هذه المنطقة غير معترف به وأنّ الشمال السوري خاضع لتفاهمات دولية وأنّ تركيا لايمكن أن تقبل بوجود قوة إرهابية على حدودها وتشكل خطرا على أمنها القومي تحت أيّ غطاء ولو دعمت من أيّة دولية في العالم، فالعملية العسكرية التركية بمشاركة الجيش الحرّ ضدّ هذه الميليشيا واقعة لامحالة وقريبا جدا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!