غونري جيوا أوغلو – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
ستقيم الولايات المتحدة بدءًا من العراق وحتى نهر الفرات مئات من نقاط المراقبة على طول المنطقة المتاخمة لحدودنا الجنوبية. هي أبراج من الإسمنت الخاص مقاومة للأسلحة الثقيلة، يرفرف عليها العلم الأمريكي وبداخلها جنود أمريكيون.
كيف تقدم واشنطن المشروع لأنقرة؟
"ستكون هذه الأبراج على اتصال مع القوات التركية الموجودة شمال الحدود. عندما نرصد أي تحرك ضد تركيا في الأراضي التي نوجد فيها سوف نبلغ قواتكم فورًا!!".
كيف تعرّف واشنطن "الأراضي" المذكورة؟
هي الأراضي السورية الممتدة على حدودنا الجنوبية حيث انتشر بي كي كي بكل قوته بعد تغيير اسمه إلى حزب الاتحاد الديمقراطي.
منذ مدة طويلة والولايات المتحدة تدرب حزب الاتحاد الديمقراطي بعد أن زودته، وما تزال، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة المحملة على متن آلاف الشاحنات.
أنشأت الولايات المتحدة قواعد في تلك الأراضي يرفرف عليها علمها. يلتقط مسلحو حزب الاتحاد الديمقراطي الصور مع الضباط الأمريكيين ويوزعونها على العالم عبر وكالات الأنباء.
غاية الولايات المتحدة لم تعد سرًّا. إنها تأسيس "دولة كردية" في سوريا، وتشكيل قوة مسلحة مدربة ومزودة بعتاد كامل يبلغ تعدادها في المرحلة الأخيرة 120 ألف مقاتل.
المهمة الأولى لهذه القوة هي إحاطة سوريا من الشمال الشرقي، ولعب دور "كاسر الأمواج" في مواجهة إيران والميليشيات الموالية لها، التي تشكل تهديدًا على إسرائيل. أما المهمة الثانية فهي تشتيت تركيز إيران قوتها ضد السعودية والإمارات.
بينما أعلنت الولايات المتحدة شكليًّا عن مكافأة لمن يدلي بمعلومات تقود إلى 3 قياديين في بي كي كي، واصلت بخطوات واثقة مشروع تأسيس دولة لحزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يشكل بي كي كي عموده الفقري ودماغه.
والآن تخرج ببيان عن "الأبراج الأمنية" أشبه ما يكون بـ "الكوميديا السوداء".
فهي تحب تركيا إلى درجة أنها ستنشئ أبراجًا على طول حدودنا من أجل الحيلولة دون التهديدات القادمة من الأراضي الخاضعة لسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الذي غذته ورعته ووطنته وحمته واستخدمت كل إمكانياتها من أجل تأسيس دولة له!!
أخشى أن يكون العكس صحيحًا.
ربما تكون هذه الأبراج "تدبيرًا رادعًا" في مواجهة تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي قال فيها "قد نهاجم شرق الفرات فجأة في ليلة ما".
هل من الممكن عدم فهمها على أنها رسالة تقول: "هذه المنطقة تحت حمايتنا، وعليها ترفرف أعلامنا"؟
هل تتخلى الولايات المتحدة عن فكرة هذه الأبراج الأمنية إذا طلبت منها تركيا شراء أسلحة بـ 410 مليارات دولار؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس