ترك برس
قال برهان الدين دوران، الكاتب الصحفي ومنسق وقف "سيتا" للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إن الولايات المتحدة لا تستخدم "الورقة الكردية" في سوريا والعراق لصالح بلدان المنطقة، ولا لصالح الأكراد. بل من أجل أمن إسرائيل فقط.
وأضاف في مقال له بصحيفة "صباح" التركية، أن الأكراد سيكونون أكثر من يتضرر عند انجرار المنطقة إلى حرب دموية طويلة الأمد، وأن عليهم عدم السماح بحدوث هذا.
وأضاف "دوران" أن مصطلح "الورقة الكردية" طرح لأول مرة على الطاولة عقب الحرب العالمية الأولى بهدف تمزيق الدولة العثمانية. إلا أن اختيار الأكراد البقاء ضمن الدولة العثمانية وإطاحة حرب الاستقلال باتفاقية سيفر، حال دون تمزق المنطقة بشكل أكبر، على حد قوله.
وتابع: "إلا أن بريطانيا وعقب الحرب العالمية الأولى، والولايات المتحدة عقب الحرب الثانية، واصلتا استغلال الورقة الكردية ضد بلدان المنطقة. حيث قامت واشنطن عقب انهيار الاتحاد السوفييتي عام 1958، باستغلال أكراد العراق، ودعمت بارزاني قبل أحداث 1974، ثم تخلت عنه. كما تركت أكراد العراق وحيداً في وجه صدام حسين خلال الحرب الخليجية الأولى عام 1991."
وأوضح الخبيرالتركي أن الدعم الأمريكي لبعض الفئات الكردية في العراق حالياً، هو لرغبة واشنطن في رؤية أكراد شمالي العراق بجانبها في مشروعها تطويق وحصار إيران، مستدلاً على ذلك بتوسيع الولايات المتحدة قاعدتها الجوية "الحرير" في أربيل.
ويرى الكاتب أنه مع استمرار الحرب الداخلية السورية التي بدأت عام 2011، لفترة أطول، بدأت واشنطن باستغلال تنظيم "ي ب ك" ذراع "بي كي كي" الماركسية تحت مسمى مكافحة "داعش" في شمالي سوريا، وذلك رغم جميع الانتقادات التركية تجاه هذه السياسات.
وأعرب "دوران" عن توقعاته بأنه وبموجب المخطط الأمريكي، سيتطلب الأمر إضعاف تركيا وإيران بل وحتى السعودية المتحالفة حالياً مع إسرائيل، وذلك بعد الانتهاء من سوريا والعراق، مبيناً أن إدارة ترامب استنفرت من أجل تحقيق هذا الهدف. وخير دليل على ذلك هو تصريحات نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس الذي قال فيها إن ترامب هو أكثر رئيس دعم إسرائيل.
واختتم الكاتب الصحفي بالقول إن "اللعب على الورقة الكردية تعني في الوهلة الأولى، الإيقاع بين الأكراد والعرب والأتراك والإيران ضمن حرب طويلة الأمد. ولا شك أن أكثر الأطراف المستفيدة من هذا هي إسرائيل."
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!