أحمد تاشقتيران – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
موضوع استقالة هاكان فيدان من رئاسة جهاز الاستخبارات من أجل الترشح للانتخابات العامة المقبلة عن حزب العدالة والتنمية، كان عنصر اختلاف بين وجهات نظر رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية، والواضح أنّ اردوغان ترك القرار لرئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، ولا شك أنّ عملية 7 شباط التي كانت تستهدف بصورة مباشرة هاكان فيدان، قد رفعت من إصرار وعزيمة رئيس الوزراء بالتمسك به.
كان هاكان فيدان صاحب أهمية بالغة بعد هذه العملية من أجل التغلب على المشاكل والصعاب التي رافقت القضية والتي انعكست بصورة مباشرة على جهازي الشرطة والاستخبارات.
لكن من حقنا أنْ نسأل، هل كان هناك خلاف بين رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية حول موضوع هاكان فيدان؟ هل يعتبر فيدان مرشح عادي كبقية المرشحين عن حزب العدالة والتنمية، أم أنّ إصرار داود أوغلو على ترشيحه يعني أنّ لديه مشروع مستقبلي سيلعب فيه هاكان دورا هاما؟ وإذا كان الموضوع كذلك، فهل يُمكن أنْ يكون اردوغان لا يعلم بمشروع داود أوغلو، وأنّ الأخير لم يشارك فكرته ومشروعه مع اردوغان؟ وهل اردوغان مطمئن من مشروع داود أوغلو؟ أم أنه يعتبر مسئولية هاكان فيدان في جهاز الاستخبارات أهم من أي شيء آخر؟
وهنا تجدر الإشارة إلى حديث اردوغان الواضح إلى الجمهور حول هذه القضية، عندما قال "أنا صريح"، وعند سؤاله عن استقالة هاكان فيدان قال "لا أنظر إلى الموضوع بإيجابية"، لكن هل هذا يعني أنّ اردوغان يرى فعليا الاختلاف بينه وبين داود أوغلو على أنه اختلاف صحي وطبيعي وبالتالي سيترك القرار لرئيس الوزراء؟ وبذلك يكون هذا مؤشر على حُسن العلاقة بين "رئيس جمهورية مؤثر" ورئيس وزراء الحكومة؟ أم أنّ الاحتمال الآخر، الذي يتمثل بأنّ اردوغان يدرك تبعات الموضوع الإيجابية لكنه أراد فقط الإيماء بحرية الاختيار لرئيس الوزراء؟
والسؤال الآخر الذي يُطرح هنا، في حال كان هناك اختلاف في وجهات النظر بين داود أوغلو وبين اردوغان، فهل كان من الضروري الكشف عن ذلك أمام الناس والجمهور؟ والأمر الآخر، كيف سينعكس هذا الموضوع على قاعدة حزب العدالة والتنمية الجماهيرية وعلى المجتمع بشكل عام؟
لا يوجد حتى الآن أي إشارة على تأثير تصريح اردوغان على رئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، ولا يوجد أي دليل على انزعاج الأخير من تصريحات الأول.
من هنا، ومن خلال الحديث عن اختلاف وجهات نظر رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء حول موضوع هاكان فيدان، فإننا نصل إلى نتيجة مفادها أنّ حزب العدالة والتنمية يعيش حالة من الحراك الواسع داخل صفوفه وذلك قبل الانتخابات العامة في حزيران المقبل.
ولا شك أنّ تصريحان بولنت أرنتش أيضا حول موضوع استقالة هاكان فيدان يحمل دلالات هامة، حيث قال "فيدان كرئيس لجهاز الاستخبارات يملك صلاحيات وأهمية تعادل 50 نائبا في البرلمان، وبما أنه لن يستطيع أنْ يكون رئيسا للوزراء، سيصبح وزيرا، وربما الأقرب أنْ يكون وزيرا للخارجية، ألم يكن ينزعج من نظرائه في خارجية الدول الأخرى؟".
ولم يكتف أرنتش بتلك الأحاديث أمام الجمهور، وإنما قال "حصول حزب العدالة والتنمية على 50% يعني أنّ هناك 50% من أصوات الناس تقف ضده بشدة"، وكل هذه التصريحات تدل على عمق وقوة الحركة والحراك داخل صفوف حزب العدالة والتنمية.
ما هي النتائج التي سيسفر عنها هذا الحراك؟
لا أرى أنّ هذا الحراك الواسع وتلك التصريحات تدل فقط على حماسة المرشحين الجدد لسد فراغ مقاعد أولائك الذين سيتركون الحزب بسبب قاعدة الثلاث فترات.
يعيش حزب العدالة والتنمية بدون أدنى شك تغيرات هائلة على صعيد هيكلية زعامته، وتلك التصريحات انعكاسات لذلك، سواء أسميته بالحراك أو آلام مخاض أو توتر، في المحصلة هناك حراك استثنائي داخل حزب العدالة والتنمية.
لا أعلم فيما إذا كان اردوغان والسياسيين الآخرين ينظرون إلى ذلك الحراك بصورة طبيعية، لكنني أستطيع القول أنّ تلك التصريحات خلقت أجواء من الضبابية أمام عامة الناس والجمهور.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس