أحمد تاشكاتيران – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
رئيس جمهورية تركيا و رئيس الوزراء التركي، وجميع أعضاء حزب العدالة والتنمية، حزب الحركة القومية بنسبة معينة ومنظمات المجتمع المدني، إنّهم جميعا يبذلون جهودهم لفوز حملة "نعم" في الاستفتاء المزمع إجراؤه في 16 نيسان / أبريل. وبالتالي ستأتي جهودهم لعدم فوز مؤيدي حملة لا.
إنّ الجميع يدرك الثمن السياسي الذي سيكلفه في حال خروج نتائج الاستفتاء بـ لا. في الواقع, لا يدلي مؤيدو حملة لا بأصواتهم لمجرد اعتراضهم على الدستور الجديد فحسب، إنما لتوجيه ضربة لسيادة الرئيس أولاً، ولحزب العدالة والتنمية ثانيا.
إن تصريحات كليجدار أوغلو من مثل: "ما الذي سيحدث في حال خرجت نتائج الاستفتاء بـ لا؟ في الواقع لن يحدث شيء، رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء سيكملان عملهما"، في الواقع إنها تصريحات تستند إلى حسابات أخرى، وهي أنّه في حال خروج النتائج بـ لا، ستؤول الأمور إلى الفوضى، وهذا سيؤدي إلى قلق الأشخاص الذيه يهمهم الاستقرار السياسي"،
إن السبب الرئيس الكامن خلف تأييد كليجدار أوغلو لحملة لا هو معاداة الرئيس أردوغان بالدرجة الأولى، وهذا واضح للعيان.
وهناك قضية أخرى، وهي أن جبهة المؤيدين لحملة "نعم" يرون أنّ مجرد الحديث عن احتمالية "لا" على أنّه ضعف، ويرفضونه رفضا قاطعا. كما يتم الحديث عن دوافع نفسية مختلفة في هذا الصدد، إذ يمكن أمام احتماليات "نعم ولا" في الاستفتاء، أن يفكر البعض على النحو التالي: "لن يقف الأمر على تصويتي، وقد يقول البعض في جميع الأحوال سيفوز المصوتون بـ لا/نعم، وقد يصوّت البعض لمجرد المشاركة في عمليات التصويت،.لذلك إن الهياكل السياسية تقترب إلى الأمور بتأنّي من جميع النواح.
إن التفكير "باحتمالية "لا" قد يشكّل مصدر قلق بالنسبة إلى الذين يؤيدون حملة "نعم" ويرددون لأنفسهم في الوقت نفسه: "لن يتوقف الأمر على تصويتي، وبالتالي قد يدفعهم إلى الذهاب إلى صناديق الاقتراع والتصويت بـ نعم.
ويشكل الجدل الذي حصل حول ما قاله إلنور تشيفيك أحد كبار مستشاري الرئاسة حول مؤيدي حملة "لا" في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، والذي حذفها فيما بعد أمرا مثيراً للاهتمام في هذا الصدد. حيث قال تشفيك في تغريدته التي حذفها: "إنّ مؤيدي حملة لا سيتحسرون للفوضى التي حصلت بعيد محاولة الانقلاب في 15 تموز يوليو، ذلك لأن الفوضى التي ستعم في البلاد في حال خروج نتائج التصويت بـ لا ستفوق الفوضى التي سادت بعيد الانقلاب".
لماذا قال إلنور تشيفيك مثل هذا الكلام، ولماذا حذفها؟ هل كان هذا الكلام نتيجة الشعور قلقه من فوز مؤيدي حملة "لا"؟ هل كانت تغريدة إلنور نتيجة قلق حقيقية من احتمالية خروج نتائج التصويت بـ لا؟ وهل كانت انتقادات جبهة "حزب العدالة والتنمية" لتغريدة تشفيك تعود لعدم وجود هذا القلق في الواقع؟ أم لكونها -الجبهة- تعتقد أنّ مثل هذه التصريحات قد تؤدي إلى ردود فعل سلبية لدى الرأي العام؟
إن قيام إلنور تشيفيك أمس بتحليل ذي نطاق أوسع على صحيفة "يني بيرليك" ،والذي يحتوي على مضمون يشبه محتوى الكلام الذي قاله عبر مواقع التواصل الاجتماعي هو أمر مثير للاهتمام. دعونا نشارك جزءاً من هذا التحليل:
"ينظر البعض إلى هذا الاستفتاء على أنه مجرد تغيير للنظام فقط، ويعتقدون أن فوز مؤيدي لا لن يغير في شيء، وستسير الأمور على مجراها الطبيعي في البلا، بمعنى آخر إنهم يظنون أنه لا توجد مشكلة في حال خروج النتائج بـ لا خلال الاستفتاء، وذلك لكون حزب العدالة والتنمية سيحافظ على مكانته، وكذلك لكون الرئيس أردوغان سيستمر في عمله، لكن الأمور ليست بهذه البساطة. إن خروج نتائج الاستفتاء بـ لا سيكون بدوره خيارا شعبيا، وستكون نتيجة جديرة بالاحترام، ولكن في حقيقة الأمر ليس من الضروري أن يكون المرء سياسيا شهيرا ليخمّن عدم الاستقرار الذي سيؤدي إليه خروج نتائج الاستفتاء بـ لا.
إن رفض تعديل الدستور خلال الاستفتاء سيسمح للدول الأوروبية التي ترتقب الفرصة للقضاء على تركيا بالضغط على الحكومة التركية للتوجه إلى انتخابات مبكّرة، وستقوم بتهديد تركيا بإيقاف عضويتها في الاتحاد الأوروبي والمجلس الأوروبي، وستعيش تركيا ظلماً وضغطاً أكثر من الذي تعشيه خلال الوضع الراهن.
ستزعم المعارضة الداخلية أن فوز حملة لا يعني بالضرورة عدم ثقة الشعب في الحكومة التركية وستجبر الحكومة على التوجه إلى الانتخابات، وقد تقوم بالتشكيك في وضع الرئيس أيضاً.
وقد تحدث تشيفيك عن تدخل تنظيم الكيان الموازي، وحزب العمال الكردستاني، والجهات التي تحاول تدمير الاقتصاد في تركيا، ووسائل الإعلام المعارضة وبعض رجال الأعمال في سير الأمور أيضاً.
وقد كانت جملته الأخيرة على النحو التالي:
هذه هي سيناريو عدم الاستقرار. لن يجدي الندم نفعاً، وسيكون أشبه برهان حول مستقبل أطفالنا، أليس ذلك ظلماً لبلادنا؟"
في رأيي، هذه احتمالات لا يمكن غض النظر عنها في حال فوز حملة لا.
لكن لا بد من النظر في أمر آخر، هل كان القلق تجاه فوز أصوات لا هو الشيء الذي انعكس على ما قاله تشيفيك؟ أم إظهار المخاطر التي سيؤدي إليها فوز أصوات لا وبالتالي توجيه الجماهير إلى التصويت بـ نعم؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس