باطوهان يشار – صحيفة تركيا – ترجمة وتحرير ترك برس
لا تهتم أنقرة لإقامة منطقة عازلة. ما يهمها هو ألا يسرق تنظيم "بي كي كي" الإرهابي طاقتها لثلاثين عامًا أخرى..
قبل ثلاثة أعوام طُرحت هذه الفكرة.
يحاول البعض الإيقاع بين تركيا وروسيا من خلال الحديث عن "منطقة عازلة"..
ألاعيب خطيرة
ما يجري التباحث حوله يختلف عما يدور على الساحة..
هناك من يلعبون الألاعيب..
وينصبون الأفخاخ..
على سبيل المثال فرنسا..
لا تملك على الساحة حتى 300 عسكري..
ومع ذلك تجد لنفسها حق المساءلة عن سبب عدم دعوتها إلى طاولة المباحثات..
فهل لـ 200 عسكري أن يوفروا لبلد ما مكانًا على طاولة المباحثات؟
هناك أيضًا من يجتمعون مع النظام ويقومون بمناورات..
لا ينخدعن أحد بمن لا يدعون نقيصة إلا ووصفوا بها نظام الأسد على الملأ..
فوراء الستار هم مع النظام قلبًا وقالبًا.
ثلاثة أهداف استراتيجية
منذ البداية أكدت أنقرة على ثلاثة أهداف استراتيجية:
1- القضاء على تنظيمي بي كي كي وداعش، وتحقيق أمن الحدود..
2- المحافظة على وحدة أراضي سوريا وإعادة طبيعتها الديموغرافية إلى سابق عهدها..
3- عودة السوريين المقيمين في تركيا إلى بلادهم..
لكن الغرب لا يريد أن يفهم تركيا أبدًا.
يتهرب حتى من تقاسم أعباء اللاجئين.
رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر قالها بصراحة.. "لا نتعامل بصدق مع تركيا".
ما يزال الغرب يظن أن بإمكانه التحكم بالعالم من خلال الإعلام.
لقد مضى ذلك العصر منذ زمن.
أوصلت عمليتا درع الفرات وغصن الزيتون واتفاق إدلب تركيا إلى موقع مميز.
أثبتت تركيا نضجها وفهمها منذ زمن.
الجميع يسعى لملء الفراغ الذي سينجم على الأرض عقب قرار الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا..
ليس لدى تركيا أجندات سرية في سوريا..
كل تحركاتها واضحة وضوح الشمس..
التفاهم مع روسيا سيستمر
يجب التأكيد على الناحية التالية.
ليس لعملية شرق الفرات علاقة مباشرة مع روسيا..
أوَ طلبت تركيا موافقة الولايات المتحدة من أجل العمليتين السابقتين؟
يجب قراءة زيارة الوفد التركي الأخيرة إلى روسيا بهذا الشكل.
أرسل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان شخصيات هامة إلى موسكو.
هذا ما يشير إلى أن التفاهم بين تركيا وروسيا حول سوريا سوف يستمر.
الأمر المجهول هو ما ستفعله الولايات المتحدة..
لأننا نسمع باستمرار تصريحات متناقضة..
ترامب قالها بوضوح تام..
لكن من يحاولون ترجمة تلك التصريحات بطريقة مختلفة لا يتراجعون عن محاولتهم.
تقوم تركيا بمتطلبات السياسة الواقعية، وتسعى لحل المشاكل دون الجري وراء الأحلام، وبتقدير نظرائها كل بحسب ما يتطلبه موقعه وأهميته..
سيأتي بولتون فهل تنتهي المشاكل؟
سيزور مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون تركيا الأسبوع القادم.
هناك قضيتان سيناقشهما..
تنظيم غولن وحزب الاتحاد الديمقراطي..
وصلنا إلى نهاية النفق..
لا يمكن للولايات المتحدة أن تماطل أكثر..
ما تأمله أنقرة هو تحقيق تقدم في هذه الزيارة..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس