ترك برس
شكّك سياسي تركي معارض بمصداقية تصريحات المسؤولين في الولايات المتحدة الأميركية بشأن الانسحاب من سوريا بشكل كامل، معتبرًا أن الانسحاب لن يتم قبل تحقيق الهدف الرئيسي بالمنطقة.
جاء ذلك في تغريدة نشرها العضو البارز بحزب الحركة القومية التركي المعارض، أنغين ألان، عبر حسابه في موقع "تويتر"، حول زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، لتركيا.
وقال ألان: "الولايات المتحدة الأميركية لن تنسحب من سوريا حتى تحقق هدفها في مشروع الشرق الأوسط الكبير (يُعرف في تركيا باختصار BOP)".
وأضاف السياسي التركي: "الهدف: تحويل سوريا إلى بنية فدرالية، وتأسيس المحطة الثانية لكردستان بعد العراق".
وأشار إلى أن الجانب الأميركي سيواصل إلهاء تركيا، وأن أي شيء آخر يتحدث عنه، لا معنى له.
وتُشير تقارير إلى أن "مشروع الشرق الأوسط الكبير" طرحه الرئيس الأميركي جورج بوش الابن في فبراير/شباط 2004 أي بعد عام تقريباً من احتلال العراق.
ويقول مراقبون إن المشروع يؤكد ضرورة التغيير في المنطقة عوضاً عن إستراتيجية الحفاظ على الوضع القائم التي كانت معتمدة سابقاً بعد أن بات هذا التغيير وفق الرؤى الأميركية ضرورة ملحة لأمنها القومي ومصالحها الإستراتيجية.
وفي وقت سابق قال مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون -في مستهل جولة تقوده إلى إسرائيل ثم تركيا- إن الولايات المتحدة ستجعل انسحابها من سوريا "مرهوناً بعقد اتفاق يضمن سلامة الأكراد"، وإن واشنطن تريد أن يتمّ أي تحرك عسكري تركي في شمال سوريا بتنسيق كامل معها.
ويرى الإعلامي والكاتب الصحفي التركي رسول سردار أتاش، أن تصريحات بولتون تكشف أن هناك سوء تفاهم أو التباسا في واشنطن سببه وجود فجوة بين الرئيس دونالد ترامب ومن حوله، كما أن هناك ضغوطا تأتيه من المؤسسات بشأن الانسحاب من سوريا، ولذلك فإن الرسائل الواردة من هناك متناقضة.
وأكد أتاش أن أنقرة مستعدة للتعاون والتنسيق الكامل بين العاصمتين فهذا أمر طبيعي ومطلوب تركياً، ولكن المشكلة هي أن واشنطن تقوم منذ 2014 بدعم منظمات تؤثر على الأمن القومي لحليفتها تركيا، ولذا كان لزاما أن تنسق أنقرة مع جيرانها الإقليميين الروس والإيرانيين لضمان أمنها.
ومع ذلك؛ تظل العلاقات بين واشنطن وأنقرة قوية بما يكفي للتغلب على كل العقبات والتباينات التي تعرض أحيانا في المواقف. يقول أتاش خلال مشاركته في برنامج على قناة الجزيرة القطرية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!