ترك برس
ذكر موقع ميدل إيست آي البريطاني أن هناك خطة مشتركة تجمع بين إسرائيل وكل من مصر والسعودية والإمارات بهدف إعادة تأهيل رئيس النظام السوري بشار الأسد، وإعادته إلى جامعة الدول العربية، وتقليص نفوذ تركيا في المنطقة.
ونقل الموقع في تقرير للصحفي البريطاني دافيد هيرست عن مصادر لم يُسمّها، إن اجتماعا عقد الشهر الماضي في عاصمة خليجية ضم رؤساء استخبارات كل من الإمارات والسعودية ومصر بالإضافة إلى رئيس الموساد يوسي كوهين، بهدف مواجهة تركيا "التي يعدونها الخطر الحقيقي بالنسبة إليهم."
وأشار هيرست إلى أن انعقاد اللقاء جاء رداً على البرود الملموس في العلاقات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرياض منذ جريمة قتل جمال خاشقجي. ونقل الموقع عن مسؤول على معرفة باللقاء، قوله إن "مسؤولي المخابرات قيل لهم إن ترمب فعل ما يستطيع وإنه لن يفعل أكثر مما فعل."
وقالت المصادر إن المسؤولين اتفقوا خلال اللقاء على اعتبار تركيا، وليس إيران، الخصم العسكري الرئيسي في المنطقة، وناقشوا خططاً الهدف منها مواجهة النفوذ التركي، مضيفاً أن الإسرائيليين قالوا إن إيران بالإمكان احتواؤها عسكرياً، أما تركيا فلديها قدرات أكبر بكثير.
ونقل الموقع البريطاني عن رئيس الموساد قوله أثناء الاجتماع، إن القوة الإيرانية هشة، أما مصدر التهديد الحقيقي فيأتي من تركيا.
أربعة إجراءات لدعم الأسد ومواجهة تركيا
وذكر الموقع أن الاجتماع انتهى بالاتفاق على أربعة إجراءات، أولها: "مساعدة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في مساعيه لسحب قوات الولايات المتحدة من أفغانستان، عبر دعم محادثات مع طالبان ومسؤولين أمريكيين، وهو ما حدث في الأسبوع التالي للقاء بالفعل."
ويهدف الإجراء الثاني إلى التحكم بالورقة السنية في العراق، ويقصد بهذا الإجراء بذل جهود لتقليص نفوذ تركيا داخل تحالف المحور الوطني، أكبر كتلة برلمانية سنية في البرلمان العراقي. ويظهر ذلك من خلال الزيارة التي قام بها رئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، إلى الرياض الشهر الماضي
ووفقا للموقع فإن الإجراء الثالث الذي ناقشه المؤتمرون، كان إطلاق مبادرة دبلوماسية لإعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين الدول العربية الثلاث والنظام السوري.
وأوضح أن رؤساء أجهزة المخابرات ناقشوا في اجتماعهم الرسالة التي أرادوا إيصالها إلى الأسد، الذي اعتمد على الدعم العسكري الإيراني وعلى مقاتلي حزب الله المدعوم من قبل إيران خلال الحرب التي شهدتها البلاد.
ونقل الموقع عن مسؤول خليجي على علم بتفاصيل المباحثات قوله، إنهم لا يتوقعون من بشار الأسد قطع العلاقات مع إيران، ولكنهم أرادوا منه استخدام الإيرانيين بدلا من أن يستخدموه هم.
وأشار هيرست إلى أنه في إطار إعادة العلاقات مع النظام السوري، جاءت زيارتا الرئيس السوداني إلى دمشق، وعلي مملوك المستشار الخاص للأسد إلى القاهرة، وزيارة علي الشامسي نائب رئيس الاستخبارات الإماراتية إلى سوريا، وإعلان بلاده إعادة فتح سفارتها هناك، كما أعلنت البحرين أنها ستعيد بعثتها الدبلوماسية إلى دمشق.
وتقول المصادر إن مصر تريد من النظام السوري أن يعلن أن أعداءه الرئيسيين هم تركيا وقطر والإخوان المسلمين.
أما الإجراء الرابع الذي اتفق عليه خلال اللقاء، فكان دعم أكراد سوريا لمواجهة المساعي التركية لطرد وحدات حماية الشعب وحزب الاتحاد الديمقراطي بعيدا من الحدود التركية وصولا إلى الحدود العراقية.
كما وافق رؤساء أجهزة المخابرات على تعزيز العلاقات مع حكومة إقليم شمال العراق، والحيلولة دون أي مصالحة مع أنقرة منذ إخفاق استفتاء الإقليم، الذي يتمتع بما يشبه الحكم الذاتي، على الاستقلال عام 2017.
ونقل الموقع عن المسؤول الخليجي نفسه قوله، إن السعوديين لا يرغبون في أن يكونوا في طليعة الجهد الدبلوماسي الذي يهدف إلى التودد من الأسد، ولكنهم وافقوا على السياسة التي تقضي بالسعي إلى تمكين الأسد، بهدف إضعاف تركيا.
ولفت الموقع إلى أنه "لا توجد اتصالات مباشرة لإسرائيل مع الأسد، ولكنها تستخدم رجال أعمال سوريين من المسيحيين والعلويين وسطاء، سبق للإمارات استخدامهم في علاقاتها مع الأسد."
ووفقا للموقع فإن الاجتماع تناول أيضا قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، كاشفا أن الإمارات سعت إلى إصلاح العلاقات المضطربة بين البيت الأبيض والديوان الملكي في الرياض، وأن محمد بن زايد أوعز إلى شقيقه ومستشاره للأمن القومي طحنون بن زايد بطلب لقاء مع رئيسة المخابرات المركزية الأمريكية جينا هاسبل، ولكن طلبه قوبل بالرفض.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!