ترك برس
كشفت تقارير إعلامية وجود ازدياد في حالات الإصابة بمرض "السرطان" في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة السورية، استنادًا إلى إحصاءات تتعلق بعدد المرضى الذين دخلوا إلى تركيا العام الماضي.
وحسب تقرير لشبكة الجزيرة القطرية، أظهرت إحصائية لإدارة معبر باب الهوى الحدودي، أن 1889 شخصا تمكنوا من دخول تركيا سنة 2018 لتلقي العلاج، 284 منهم مصابون بسرطان الثدي و189 بسرطان الدماغ و108 بسرطان الرئة، والآخرون مصابون بأنواع أخرى من مرض السرطان.
ونقلت الجزيرة عن الطبيب أيهم أرمنازي، أن الارتفاع في نسب الإصابة بالسرطان بالمناطق المحررة كان متوقعا بسبب انتشار مخلفات الأسلحة والدمار من مواد سامة ومؤكسدة، وانعدام النظافة، والتلوث البيئي الذي شكل حاضنة للجراثيم والفيروسات التي تعد المسبب الرئيسي لبعض أنواع السرطانات.
كما أن غياب المواد الغذائية الصحية وافتقار الناس للحياة السليمة، كل ذلك أدى لزيادة ملحوظة بالسرطان، فالتلوث في الماء والهواء بسبب الانبعاثات الناجمة عن محركات السيارات والمولدات الكهربائية التي لا يخلو تقريبا منها بيت بالمناطق المحررة، واستخدام الأهالي للملابس والإطارات والأوراق كطرق للتدفئة في الشتاء، من الأسباب الأخرى لخطر الإصابة بالسرطان.
ويقول الطبيب إن المناطق المحررة لم يكن بها أي مركز مختص بالأورام السرطانية، لذلك كان الناس يلجؤون للمشافي التي لا تمتلك المعدات اللازمة للكشف المبكر عن هذا المرض، وكان البعض منهم يتوجه لتركيا للعلاج حين يعلمون بمرضهم ولكن قد يكون الوقت قد تأخر.
وأضاف "لكننا الآن وضمن الإمكانيات المتواضعة افتتحنا مركز علاج السرطان بالشمال السوري، ومع أنه جاء في وقت متأخر فإنه ساهم بدور كبير في تحسين ظروف المصابين بالأورام السرطانية الذين ظلموا كثيراً في الآونة الأخيرة لعدم توافر المراكز الصحية المتخصصة بتقديم الخدمات العلاجية اللازمة والكشف المبكر عن نوعية المرض ومدى خطورته".
وقال إن في المركز ما يقارب من ثلاثمئة حالة نشرف على علاجها، مؤكدا أن الإمكانيات بسيطة جداً "ولا نستطيع استيعاب الأعداد الكبيرة الموجودة وخاصة أن المركز مؤهل لعلاج نوعين فقط من السرطان وهما سرطان الثدي والليمفوما" وما تبقى يتم تقديم استشارات مجانية لتقييم حالتهم أو تشخيصها للكشف عن المرض بمراحله الأولى وتحويلهم إلى تركيا أو مناطق النظام.
"فوجئت بإصابتي بسرطان الثدي، ولا بد أن ما شهدناه من قصف وتعرضنا لدخان الصواريخ كان السبب في إصابتي" هكذا بدأت منى الحلبي قصتها، وهي إحدى النازحات من مدينة حمص إلى ريف إدلب وتبلغ من العمر أربعين عاما.
وأوضحت أنه "بعد أن هُجرت من بيتي وذهبت للعيش أنا وأبنائي في ريف إدلب بدأت قواي الجسمية بالتراجع وظهرت علي علامات التعب والإنهاك، ولاحظت وجود كتلة في الثدي تكبر بشكل سريع وخلال مدة قصيرة".
وأضافت "ساورني الشك بأنها قد تكون كتلة سرطانية بسبب ظهورها فجأة ونموها بشكل متسارع فتوجهت لإجراء بعض التحاليل والفحوصات ليتبين لي أنها كتلة خبيثة ويجب الإسراع باستئصالها للتمكن من تحليلها واكتشاف مدى خطورتها".
ونظراً لعدم توافر الأجهزة المتخصصة للكشف عن الأورام الخبيثة تم تحويل الكتلة إلى محافظة دمشق لمعرفة نوعها إن كانت خبيثة أم لا، ليصل الرد بعد فترة وجيزة من الزمن بأنها غير سليمة ولا بد من خضوع منى لعمل جراحي ثان لاستئصال الثدي.
وتقول منى "افتتاح المركز الأول لعلاج مرضى السرطان وليمفوما الدم بالمناطق المحررة بارقة أمل لي ولأمثالي من المصابين بالسرطان، وبذلك خضعت لعملية جراحية ثانية وتم استئصال الثدي وبدأت بتلقي العلاج".
وقالت إن حالتها ليست الوحيدة، فهناك العديد من الأقارب والأصدقاء الذين أصيبوا بمثل مرضها نتيجة التعرض لمخلفات القصف وأدخنتها الكيميائية السامة التي "أثرت سلبا على نفسيتنا وأجسادنا وفقا لما قاله الطبيب المشرف على حالتي".
وبعيون مليئة بالحزن والقهر تقول منى: صحيح السرطان يقتل وجرعاته صعبة لكنها بالنسبة لي هي راحة ودفء وهرب من الحياة وضغوطاتها الصعبة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!