أحمد كيكيتش – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
يبدو أن البنتاغون أقنعت البيت الأبيض "في الوقت الحالي".. ستبقى القوات الأمريكية في سوريا..
نهاية الأسبوع الماضي، قال ترامب إن من الممكن أن يدلي بتصريح هام بخصوص سوريا في غضون 24 ساعة، وبذلك أعلن (أو اعترف) أنه يسير على خطا البنتاغون في الملف السوري.
التصريح المرتقب جاء أمس الأول: "لن نغادر المنطقة حتى نقضي تمامًا على داعش". في اليوم الذي أدلى بهذا التصريح فيه ذكرت إحدى وكالات الأنباء أنه لم يعد هناك أي منطقة تحت سيطرة داعش.
السؤال المطروح هو التالي:
انتهت سيطرة داعش الأراضي تمامًا، وأصبح التنظيم مجرد مسألة أمنية.. هل كان من الضروري وجود جيش في المنطقة أو تسليح تنظيمات إرهابية وتحويلها إلى جيش من أجل تنظيم يمكن القضاء عليه بتدابير أمنية بسيطة؟ لا بالطبع..
لم يكن من الضروري أبدًا إثارة استياء ومخاوف بلد حليف مثل تركيا..
هكذا كان ترامب يفكر في البداية. عندما اتخذ قرار الانسحاب برره بأن سيطرة تنظيم داعش على الأراضي انتهت.
هل كان هناك داعٍ لوضع قوة كبيرة بتجهيزات حربية حديثة وتحمل تكاليف إضافية من أجل تنظيم لم يعد يسيطر حتى على قطعة أرض؟
البيت الأبيض يرى أنه لم يكن هناك داعٍ. ولهذا لم يكن هناك معنى أيضًا للبقاء في المنطقة.
لكن الانسحاب كان يعني للبنتاغون "هزيمة ساحقة". لأنها كانت تخطط للبقاء بشكل دائم في المنطقة، ولإقناع المؤسسة السياسية بذلك.
كانت تريد حماية المنطقة من الهجمات المحتملة للتنظيمات الإرهابية (!) وفي الوقت ذاته تحقيق أمن إسرائيل.
تطرح هذه الذريعة، التي تبدو منطقية للوهلة الأولى، سؤالًا آخر:
ما دامت الولايات المتحدة تريد البقاء بشكل دائم في المنطقة، ألم يكن من الأولى التعاون مع "القوى المشروعة" (شركائها الاستراتيجيين أو البلدان الحليفة لها في المنطقة)؟
لنقل أنها لا تثق بحلفائها، ألم يكن بإمكانها التعاون مع شعب المنطقة (العشائر العربية)؟
الإجابة واضحة تمامًا.
الولايات المتحدة تريد تقسيم سوريا. وهي تختار شريكها بناء على ذلك.
إذا وضعنا في الاعتبار أن تنظيم "بي كي كي/ ب ي د" يريد أجزاء من أربعة بلدان (تركيا، العراق، سوريا، إيران) سيتضح هدف واشنطن من اختيار الشريك من تلقاء نفسه.
تقسيم سوريا أولًا، ثم زعزعة الاستقرار في البلدان الثلاثة الأخرى..
المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري فسر تصريحات ترامب على النحو التالي: "لن يكون انسحاب الولايات المتحدة مفاجئًا وسريعًا. سننسحب خطوة خطوة بالتشاور مع حلفائنا.. كما أننا لا نريد أن يسيطر نظام الأسد من جديد على شمال البلاد".
ما معنى ذلك؟
معناه أن الولايات المتحدة لن تخرج من سوريا قبل أن تقسمها.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس