ترك برس
أظهر استطلاع جديد أجرته جامعة "قادر هاس" في مدينة إسطنبول التركية أن 81.9% من الجمهور التركي ينظرون إلى الولايات المتحدة على أنها تهديد، إلى جانب بلدان غربية أخرى.
وأجري الاستطلاع بين 12 ديسمبر/كانون الأول والرابع من يناير/كانون الثاني الماضيين في عشرين محافظة، وشمل عينة من ألف شخص.
وذكر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، في تناوله للموضوع، أن الاستطلاع هو دليل إضافي على أن علاقة عضوي حلف شمال الأطلسي (ناتو) ليست على ما يرام، بحسب شبكة الجزيرة القطرية.
وأشار الموقع إلى أن العديد من الحوادث في عام 2018؛ مثل فرض واشنطن عقوبات ضد اثنين من الوزراء الأتراك بشأن احتجاز قس أميركي، والتهديدات شديدة اللهجة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول سلامة "الأكراد السوريين"، من المحتمل أن تكون الأسباب الرئيسية لهذا التوجه.
وذكر الصحفي التركي المخضرم المعروف بآرائه الليبرالية، مراد يتكين، على مدونته سببين رئيسيين للعداء لأميركا في تركيا، وفق ما أورد موقع "الجزيرة نت".
وقال: "الأول هو تعاون الولايات المتحدة مع الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور ضد تنظيم الدولة"، مشيرا إلى أن حزب العمال الكردستاني أدرجته الولايات المتحدة جماعة إرهابية أيضا".
وأضاف يتكين "والسبب الثاني هو الملاذ الأميركي لفتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة، والذي اتهم بتدبير محاولة الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا في عام 2016".
وبحسب الاستطلاع؛ يعتقد 58.7% أن على تركيا المحافظة على عضويتها في الناتو. ومع ذلك تلقي الدراسة الضوء على قضية أخرى هي أن الأتراك ليسوا معادين لأميركا فحسب، بل أيضا متشككين جدا من دول غربية كبرى.
وقال أكثر من نصف المستطلعين إن بريطانيا وفرنسا وألمانيا تشكل خطرا على تركيا. وقال أقل من النصف بقليل الشيء نفسه عن اليونان وقبرص (الشطر الرومي).
كما رأى المستطلعون أن إسرائيل (63.3%) وأرمينيا (55.7%) وسوريا (54.6%) من بين التهديدات الرئيسية.
ورغم أن موسكو وأنقرة حققتا تقدما دبلوماسيا كبيرا في السنوات الأخيرة، خاصة حول سوريا، فإن روسيا -العدو التاريخي- تلطخت صورتها خلال العام الماضي.
فقد أظهر الاستطلاع أن الذين ينظرون إلى موسكو كتهديد زادت نسبتهم من 25.1% في 2017 إلى 39.1% في 2018.
وحتى بعد أزمة مقتل الصحفي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والمشاحنات مع الإماراتيين؛ فإن أغلب الأتراك لا يرون الإمارات والسعودية لاعبين مهددين.
ومع ذلك حصلت السعودية على أكبر ارتفاع في مفهوم التهديد من قبل المواطنين الأتراك، حيث رأى 37.9% السعودية تهديدا بزيادة مذهلة بلغت 43.6% عن العام الماضي.
وكالعادة، اختار الأتراك بأغلبية مطلقة (63.8%) أذربيجان فقط كصديق لتركيا، في حين أن جميع البلدان الأخرى لم تتمكن حتى من تجاوز 30% من التأييد.
ولكن هذا لا يعني أن الأتراك يتطلعون إلى الشرق فقط؛ فوفقا للاستطلاع فإن 51.8% ما زالوا يدعمون طلب انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!