ترك برس
رأى موقع "عربي21" الإخباري أن التصعيد العسكري والخروقات التي يقوم بها النظام السوري في محيط محافظة إدلب، وخاصة بعد قمة سوتشي الأخيرة، من المؤشرات الواضحة على مدى استعصاء مسار أستانا، والخلافات العميقة بين الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران) التي من شأنها أن تنهي هذا المسار.
وقال الموقع في تقرير له، إن الاجتماع الأخير لزعماء الدول الضامنة لمسار "أستانا" الذين اجتمعوا في سوتشي، عكس خلافات كبيرة بين الدول على أكثر من ملف في الأزمة السورية، ومنها إدلب وشرق الفرات و"اللجنة الدستورية".
ووفقًا للتقرير، تثار تساؤلات عن الخطوات التي قد تلجأ إليها الدول الضامنة للخروج من حالة الاستعصاء هذه، وسط ترجيحات بأن تتجه الدول إلى توسيع مسار أستانا عبر إضافة أطراف ضامنة جديدة.
وما يؤكد ذلك، إعراب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن تأييده التحاق العراق ولبنان بروسيا وتركيا وإيران في مفاوضات أستانا للتسوية في سوريا، بحسب تصريحات نقلتها صحيفة "حرييت" التركية.
وقال أردوغان: "تستمر مفاوضات أستانا كعملية إضافية لمفاوضات جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة. نحن لا نعتبر أستانا بديلاً عن جنيف رغم فشل عملية جنيف".
وأضاف: "يمكننا أيضا دعوة العراق ولبنان إلى مفاوضاتنا لأن لهاتين الدولتين حدودا مشتركة وعلاقات مع سوريا، وانضمام دول مثل العراق ولبنان يجعل من عملية أستانا أكثر فاعلية".
من جانبه، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، أن لبنان والعراق أعربا عن اهتمامهما بالمشاركة في مفاوضات أستانا بصفة مراقبين.
وقال: "خلال اتصالاتنا الأولية، أعربت هذه الدول عن اهتمامها من أجل معرفة وفهم ما يحدث في أستانا بشكل أفضل، وتقديم المساعدة إذا لزم الأمر".
وفي هذا السياق، اعتبر المحلل السياسي أسامة بشير، أن من الضروري أن تبذل الأطراف جهدا حقيقيا لتوسعة قائمة الدول الضامنة لمسار أستانا.
وقال بشير: "من الواضح من تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال اجتماع سوتشي الأخير، وتأكيده أن مسار أستانا لا يعني بحال من الأحوال الاستغناء عن مسار جنيف، أنه يتطلع لزيادة بعض الدول الغربية صاحبة الشأن في الملف السوري، وتحديدا ألمانيا".
وأضاف أن انضمام دول مثل ألمانيا وفرنسا إلى مسار أستانا، من شأنه أن يخلق توازنا في هذه العملية، مقابل روسيا وإيران، وحتى العراق ولبنان في حال انضمتا للمباحثات.
وتابع بشير، بأن تركيا قد تزيد من توجهها لأوروبا، لمجابهة التصعيد العسكري الكبير، وخصوصا أن روسيا أكدت صراحة دعمها للنظام السوري في استعادة الشمال السوري بشكل كامل..
ومن هنا قد ترى تركيا أن للدول الأوروبية دورا ضاغطا في تفعيل اتفاق "خفض التصعيد" في إدلب، وذلك في إشارة إلى خشية أوروبا من تدفق المزيد من موجات اللجوء غير الشرعية إليها، في حال شهدت إدلب تصعيدا عسكريا جديدا.
بدوره، يرى الباحث في مركز "جسور للدراسات" عبد الوهاب عاصي، أن الخروج من حالة الاستعصاء التي يواجهها مسار أستانا يحتاج إما لخطوات جريئة من الدول الضامنة بتجاوز المخاوف المتبادلة والمضي قدما نحو تعزيز تدابير بناء الثقة، وبالتالي السعي لحل الملفات الرئيسية، أو الاتجاه نحو توسيع مسار أستانا.
وأشار عاصي إلى زيادة التنسيق بين أطراف مجموعة رباعي إسطنبول (تركيا، روسيا، ألمانيا، فرنسا) ومحاولة بناء أرضية مشتركة بينهما حول سوريا والمنطقة.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!