ترك برس
زادت تركيا في الآونة الأخيرة تركيزها على الأبحاث العلمية في القارة القطبية الجنوبية، من خلال إرسال بعثة ثالثة من علمائها إلى القادرة التي تضم نحو 100 قاعدة علمية، تعود لنحو 30 دولة، بينها الولايات المتحدة، والصين، والمملكة المتحدة، وروسيا، والأرجنتين.
وقبل نحو أسبوعين، انطلقت الرحلة العلمية التركية الثالثة إلى "أنتاركتيكا"، في إطار مساعي إقامة قاعدة علمية هناك، وذلك برعاية من رئاسة الجمهورية، ووزارة الصناعة والتكنولوجيا، وبالتنسيق مع مركز الأبحاث القطبية في جامعة إسطنبول التقنية (حكومية).
ويُشير تقرير لوكالة الأناضول الرسمية في تركيا، إنه رغم الطبيعة القاسية والمناخ الصعب اللذين يميزان القطب الجنوبي، إلا أن تلك النقطة القصوى من الأرض جنوبا، تحولت عبر الزمن إلى "حلبة سباق للبحوث الدولية".
ووفقًا للتقرير، فإن هذا القطب الذي يوجد فيه حاليا فريق من العلماء الأتراك في إطار بعثة علمية، يعتبر محط اهتمام الفرق العلمية والاستكشافية حول العالم، حيث يضم حوالي 100 محطة علمية تعود لـ 30 دولة.
وتؤكّد معطيات الأناضول أن القارة القطبية الجنوبية، المعروفة أيضًا باسم "أنتارتيكا"، تعتبر خامس أكبر قارة في العالم بمساحة مقدرة بحوالي 14 مليون كيلومتر مربع.
ويغطي جليد يبلغ متوسط سمكه 1.6 كم نحو 98 بالمئة من مساحة القارة، كما يضم القطب الجنوبي حوالي 67 بالمئة من إجمالي المياه العذبة في العالم.
وتصل مساحة المناطق المائية المتجمدة في فصل الشتاء، لنحو 18 مليون كيلومتر مربع، بينما تنخفض لنحو 2 إلى 3 مليون كيلومتر مربع، في فصل الصيف.
وتساهم القطع الجليدية بالبحار في توازن النظام المناخي، وتراكم الطحالب، كما تعد مكانا لاحتضان أنواع مختلفة من الأحياء وتكاثرها.
تعرف "أنتاركتيكا" بأنها أبرد قارة، وأكثرها تعرضا للرياح، وأكثرها قحطا، حيث يمكن للرياح فيها أن تصل لسرعة 327 كم في الساعة.
وسُجلت أدنى درجة حرارة في القارة عام 1983، في قاعدة "فوستوك" الروسية، عندما وصلت إلى 89.2 درجة تحت الصفر، بينما بلغت أعلى درجة حرارة 14.5 درجة.
ويمتد فصل الصيف في القارة بين فصلي نوفمبر/ تشرين الثاني، وفبراير/ شباط، كما يُعرف القطب بأنه أكبر منطقة قاحلة في العالم.
أهمية محورية يسْتبطنها القطب الجنوبي في ما يتعلق بمستقبل العالم بفضل طبيعته البكر، إذ يحتوي على أنواع كثيرة من المخلوقات البحرية، وكميات كبيرة من المياه العذبة الجليدية، ما يجعله بمثابة ضمان لمستقبل الماء والغذاء في العالم.
وتحمل التركيبة البيولوجية للقارة أهمية كبيرة من حيث توازن النظام البيئي العالمي، إذ تعتبر بمثابة "مختبر طبيعي" للكثير من العلوم، مثل أبحاث المناخ، والجيوفيزياء، وعلم الأحياء، وعلوم الفضاء.
بفضل طبيعتها الجغرافية الصعبة، وتركيبتها الغامضة، تعتبر "أنتاركتيكا" محط اهتمام فرق البحوث العلمية والاستكشاف، وذلك اعتبارا من القرن الثامن عشر.
وتُلقب "أنتاركتيكا" بـ "قارة العلوم والسلام"، إذ لا يوجد فيها سكان محليون ولا تخضع لسيطرة أي دولة، وتنتشر فيها أنواع كثيرة من الحيوانات أبرزها طيور البطريق، والفقمات، والحيتان، والطيور.
وبموجب اتفاقية "أنتاركتيكا" عام 1959، تم التعهد بإجراء البحوث السلمية فقط في القارة القطبية الجنوبية، لتعد بذلك المنطقة الوحيدة في العالم المخصصة لفائدة البشر المشتركة.
والاتفاق عبارة عن وثيقة سميت "معاهدة القارة القطبية الجنوبية"، تم توقيعها في الأول من ديسمبر / كانون الأول من العام المذكور، من قبل دول كانت تطالب بملكية حصة من القارة.
وتعهدوا في الاتفاقية بإيقاف نواياهم في أخذ حصصهم إلى أجل غير مسمّى، من أجل السماح بإقامة الأبحاث العلمية بين جميع الدول.
تضم اتفاقية "أنتاركتيكا" في الوقت الحالي 53 دولة، وتسمح فقط بإنشاء المحطات العلمية والبحثية في القارة.
وحسب معطيات مجلس مديري البرامج الوطنية بالقارة، تضم الأخيرة نحو 100 قاعدة علمية، تعود لنحو 30 دولة، بينها الولايات المتحدة، والصين، والمملكة المتحدة، وروسيا، والأرجنتين.
وتقع حوالي نصف تلك القواعد في شبه جزيرة أنتاركتيكا، لسهولة الوصول إليها وملاءمتها للحياة، بينما تنتشر البقية في المناطق الأخرى التي تتمتع بظروف أصعب.
وتنشط معظم القواعد في القطب الجنوبي خلال أشهر الصيف فقط، بينما تستمر بعض القواعد على مدار العام. وأطلقت تركيا في السنوات الأخيرة، أبحاثا علمية مهمة في القطب الجنوبي.
أما لائحة الدول التي تمتلك قواعد علمية في القطب الجنوبي فهي: الولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا، والأرجنتين، وأستراليا، وبيلاروسيا، وبلجيكا، والمملكة المتحدة، والبرازيل، وبلغاريا، والتشيك، والصين.
وأيضا الإكوادور، وفنلندا، وفرنسا، وجنوب أفريقيا، وكوريا الجنوبية، والهند، وهولندا، وإسبانيا، والسويد، وإيطاليا، واليابان، والنرويج، وبيرو، وبولونيا، وروسيا، وتشيلي، وأوكرانيا، وأُوروغواي، ونيوزيلندا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!