غونري جيوا أوغلو – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
رسائل "الإنذار" من الولايات المتحدة أسفرت عن قفزة في أسعار الدولار، الذي تجاوز 5.40 ليرة. في حين أن المتابعين كانوا يتوقعون انخفاض السعر إلى ما دون 5 ليرات مطلع الصيف.
حتى وإن لم تحصل الولايات المتحدة على مرادها عبر الإملاءات على تركيا، إلا أن من الملاحظ قدرتها على الإزعاج من خلال صدمات "اقتصادية" قوية.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أولًا أنه استبعد تركيا من نظام الأفضليات المعمم، وذلك في بالتزامن مع دخول مسؤولين أمريكيين رفيعين في مباحثات مع نظراءهما الأتراك في أنقرة.
رسالة في غاية الوضوح..
بعد ذلك. اتخذ مواقف أخرى..
أكد أنه إذا اشترت تركيا منظومة إس-400 الصاروخية من روسيا فإن الولايات المتحدة قد لا تسلمها مقاتلات إف-35، التي تصنعها من أجل أنقرة.
***
إف-35 هي جيل جديد من مقاتلات قادرة على الإقلاع والهبوط العمودي، ولا تكتشفها الرادارات، وتمتلك تكنولوجيا متقدمة جدًّا. تركيا بحاجة حقًّا إليها.
مئة مقاتلة إف-35 تشكل بالنسبة لتركيا قوة ردع في الشرق الأوسط الذي رفع فيه غاز شرق المتوسط والأزمة السورية التوتر بشكل أكبر.
منح هذا المقاتلات إلى البلدان الشريكة بشكل غير مباشر في غاز شرق المتوسط كاليونان سوف يغير التوازنات.
هناك أيضًا أمور أخرى..
هناك تسريبات من الكواليس الدبلوماسية حول تقارب أمريكي روسي خلف الأبواب المغلقة بخصوص "الحزام الأمني" المزمع إقامته على الحدود الجنوبية لتركيا.
أتحدث هنا عن "تقارب فكري" بشأن نشر قوة متعددة الجنسيات تحت اسم ما، يمكن لتنظيم "ي ب ك" أن يكون في صفوفها، داخل الحزام الأمني.
قد لا تكون التسريبات صحيحة، وهذا ما نتمناه. لكن سيكون من الصواب عدم استبعاد هذا الاحتمال.
***
بينما تفرض الولايات المتحدة هذه الإملاءات ميدانيًّا، تحاول تقييد تركيا من خلال توجيه ضربات خفيفة على العصب الاقتصادي، وزيادة الشدة عند الضرورة.
لجأت إلى ذلك من قبل، فارتفعت حرارة الدولار فجأة. ومع إخلاء سبيل القس برانسون والحوار بين أردوغان وترامب انخفضت حرارته قليلًا.
والأن، تبدو مؤشرات على أن اللعبة نفسها قادمة.
أصبحت تركيا تمتلك الخبرة..
وهي تواجه هذه اللعبة بمواقف متبصرة.
على سبيل المثال، رغم انخفاض التضخم لم يلجأ البنك المركزي إلى خفض نسبة الفائدة.
هذا تصرف صحيح، ولكن..
أجندة العلاقات التركية الأمريكية حافلة بالقضايا الخطيرة، والخلافات يمكن أن تتعمق كثيرًا في الفترة القادمة بحيث من الممكن أن يتصاعد التوتر بشكل أكبر، وقد تلجأ الولايات المتحدة إلى تسريع إيقاع "ضرباتها الاقتصادية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس