ميرا خالد خضر - خاص ترك برس
تشهد الرياضة النسوية في تركيا وخاصة في الأونة الأخيرة نقلة نوعية واهتماما، فعلى على جميع الأصعدة وكذا المستويات، بداية بتفعيلها في المدارس والجامعات والنوادي. وتبدو النتائج إيجابية من خلال المشاركات النسائية في البطولات الرياضية بالمحافل الدولية والوطنية بتركيا كما حصل في المشاركات النسائية في الأولمبياد، وذلك يعود لتكثيف البرامج والمبادرات الرياضية المحلية والمسابقات الرياضية الجهوية، وكذا تشجيع الحكومة التركية للمشاريع الاستثمارية في هذا القطاع، وكذا اهتمام المصالح البلدية بالرياضة النسوية بالأخص من خلال نشر الوعي الثقافي للرياضة النسائية في برامجها ومنشوراتها الدورية بهدف توضيح مدى أهمية الرياضة في حياة المرأة والتعامل معها بشكل يومي لتصبح عادة ضمن برنامج يومي للمرأة التركية، إلى جانب إحياء مبادرات رياضية نسائية وتخصيص أماكن عمومية للممارسة الرياضة خاصة بمختلف الفئات كرياضة المشي وركوب الدراجات الهوائية، وغيرها، إلى جانب ذلك هناك عدة مبادرات من خلال التواصل مع الأندية الرياضية.
كما تسلط القنوات التلفزيونية التركية الضوء على مواضيع التغذية السليمة وضرورة الرياضة النسائية وحاجه المجتمع النسائي للرياضة، من خلال وصلات إعلانية وحصص صحية وأخرى رياضية، لأن النساء أكثر عرضة للبدانة مقارنة بالرجال وكذا للإصابة بالسرطان الثدي بسبب السمنة، فالرياضة تساهم في انخفاض الوزن ولها أيضا تأثير على الأمراض المزمنة فعلى سبيل المثال فهي تقلل من ارتفاع السكر بالدم عند مرضى السكري وتأثر على ضغط الدم وتساهم في انخفاض الوزن والتخلص من القلق والاكئتاب والتوتر وتساهم في الحفاظ على صحة الرئتين وحركة العضلات و تساعد في تحسين أداء الدماغ ونشاطه وصحته بسبب تدفق ودفع الدم إليه بشكل كبير، كما أن أغلب النساء اللاتي يعانون من البدانة ترافقهم مشاكل في المفاصل خاصة بالركبتين والظهر وذلك لقلة النشاط البدني، حيث جاءت تركيا في المرتبة الرابعة عالميًا في نسبة الإصابة بمرض السمنة المفرطة، كما ذكر موقع "بير جون" التركي أن واحدًا من كل ثلاثة أتراك يعاني من الإصابة بمرض السمنة المفرطة وزيادة وزن، وأضاف الموقع أن نسبة النساء اللاتي يعانين من مرض السمنة بتركيا تفوق نسبة الرجال ب3 مرات، وذكر أن عدد الأتراك الذين يعانون من مرض السمنة بلغ 23 ألفا و736 مصابًا في عام 2015 جلهم نساء، كما نوه الموقع بمدى أهمية الوجبات الغذائية الصحية المتكاملة والتي بدورها تساعد في إنقاص الوزن بشكل طبيعي وتمد الجسم بالاحتياجات الغذائية وتخلصه من السموم المتراكمة على الكبد والقولون والكلى وتقوم بتجديد الخلايا.
ومن جهتها لم تنسَ دور الأزياء وشركات الألبسة الجاهزة بتركيا الرياضة النسائية في تصميماتها وتجهيزاتها بأحسن الأقمشة العالمية المستعملة لهذا الغرض، حيث صارت الألبسة الرياضية جزءا من خزانة المرأة التركية كقطع مريحة تلبس حتي في الأيام العملية ولنشر الوعي أكثر بأهمية الرياضة والحصول على جسم رياضيّ متناسق، وتلجأ النساء عموما لممارسة الرياضة من أجل محاربة مظاهر الشيخوخة وتَقدُم العُمُر، وتحسين الدورة الدموية، والتخلص من أمراض القلب والشرايين والأوردة، وتسهيل عملية الولادة بالنسبة للمرأة الحامل وتعمل الرياضة على تقليل الإصابة بضغط الدم وسكر الحمل، ويقلّل من حدوث تسمم الحمل وزلال الحمل، كما تساعد على تحسين مزاج المرأة من خلال النشاط البدني، وكذلك من خلال ممارسة الرياضة في الهواء الطلق، أو في مجموعات وهذا ما نراه في جل النوادي الرياضية النسائية بتركيا، هذا ومن جهة أخرى فقد بدأت الرياضة النسائية بتركيا تأخذ منحنى جديا بعد أن تم السماح بترخيص أندية رياضية خاصة للنساء في تركيا وافتتاح عدد من الاندية ثم باتت النوادي النسائية تتنافس من حيث الأداء والحرص على تهيئة الأجواء الرياضية المناسبة للسيدات فشملت العديد من الأقسام الرياضية التي تناسب المرأة وتلبي حاجتها.
ويعتبر الإتحاد التركي للرياضة المدرسية من بين أحدث الاتحادات الرياضية في الأناضول حيث يعود تاريخ تأسيسه إلى السادس من أغسطس/ آب سنة 2008. ويُعتبر الاتحاد مستقلاّ بصفة قانونية لكن يخضع لإشراف ودعم من قبل وزارة الشباب والرياضة التركية وتشمل فعالياته 291 ألفا و136 مدرسة رسميّة تركية ويعمل الاتحاد على تنظيم دورات ومسابقات رياضية في مختلف المدارس والمعاهد على مدار السنة وفي مختلف التخصصات الرياضية ويركز اهتمامه على الرياضة الموجهة خصيصا لفئة الفتيات وكذا على اكتشاف المواهب التي بإمكانها الانتقال إلى رياضة النخبة.
كما يقوم الاتحاد الذي يُتواجد مقرّه في العاصمة التركية "أنقرة" بتخطيط برنامج سنوي للأنشطة والفعاليات ويتم توزيعها على مختلف المناطق الجغرافية للتحسيس بقيمة الرياضة لدى المجتمع بمختلف فئاته. وقد أشار العديد من المسؤولين في تصريحات صحفية سابقة أن وزارة الشباب والرياضة في عهد حكومة حزب “العدالة والتنمية” أولت اهتماما خاصاً بدوري الهواة، وخصصت مبلغ 50 مليون ليرة تركية (ما يعادل 10.6 مليون دولار) لتنمية المواهب الصاعدة ورفع مستوى الأندية التي يلعبون فيها.
وللعلم فان البلديات بتركيا تتنافس لتقديم الخدمات نوعية للمواطنين سواء الأتراك أو الأجانب المقيمون أو اللاجئون العرب، فمثلا تستطيع النسوة الأتراك أو العربيات القاطنات في منطقة اسنيورت بإسطنبول وسائر أحيائها الأخرى الاستفادة من الخدمات الرائعة المجانية التي تقدمها البلديات، والمتمثلة في أسنيورت بمركز Güzelyurt Spor Merkezi الرياضي، وتكون طريقة التسجيل في مركز الرياضي المجاني أو شبه المجاني حسب الرياضة أو الفاعلية التي ترغب في التسجيل بها، حيث تقوم بدفع إيصال التسجيل في مبنى البلدية ثم تتوجه إلى مركز Güzelyurt Spor Merkezi الرياضي للحصول على المواعيد الخاصة بها حسب ظروفها العملية، وسيطلب موظف الاستقبال إحضار مجموعة من التحاليل التي تثبت الخلو من الأمراض السارية التي يمكن أن تؤثر أثناء ممارسة الرياضة، وتختلف تلك التحاليل من رياضة لأخرى لكن أهم ما سيطلب هو تخطيط القلب، وتحليل الدم، وفحص الجلد، وسيقدم الموظف المسؤول المساعدة في العثور على المركز التابع للبلدية الذي يجري تلك التحاليل مجانا. ومن بين المميزات المتاحة في مركز الرياضي مجموعة من المنشآت الرياضية والدورات التدريبية والأجهزة رياضية في المجالات الآتية: اللياقة البدنية، والجمباز، والرقصات الشعبية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!