ترك برس
نشر موقع ميدل إيست آي البريطاني تقريرا عن الانتخابات المحلية التركية التي ستجرى بعد أقل من أسبوعين، تناول فيه خطة الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، للفوز في هذه الانتخابات التي تعد من أصعب التحديات التي يواجهها الحزب الحاكم، بالنظر إلى الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
ويقول التقرير إن استطلاعات الرأي تشير إلى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم سيحقق نتائج جيدة في المناطق الريفية والمدن الأصغر في جميع أنحاء البلاد، ولكن كثيرا من المصادر المقربة من الحزب تشير إلى أن المعركة الانتخابية ستكون قوية في المدن الكبرى مثل إسطنبول وأنقرة والبورصة وأنطاليا وهاتاي وشانلي أورفا.
وفي مواجهة احتمال فقدان المدن الكبرى، قرر أردوغان الحفاظ على التحالف الانتخابي الذي أقامه العام الماضي مع دولت بهتشلي، رئيس حزب الحركة القومية، كما عزز من مشاركته الشخصية في الحملات الانتخابية في عدد من التجمعات.
وفيما يتعلق بتحالف المعارضة المكون من حزب الشعب الجمهوري العلماني (CHP) وحزب الخير القومي (IYI)، فقد رشحا مرشحين مشتركين، خاصة في المدن الكبرى، الأمر الذي يزيد من تعقيد الأمور على الحزب الحاكم.
وزاد من صعوبة الأمور على الحزب الجاكم أن حزب الشعوب الديمقراطي القومي الكردي اليساري اتخذ خطوة استراتيجية بعدم تقديم أي مرشح عن الحزب في المدن الغربية الكبرى، مما يعني أنه من المتوقع أن يصوت مئات الآلاف من ناخبيهم لصالح ائتلاف المعارضة.
ويشير التقرير إلى أن حزب الشعب وحزب الخير لا يريدان أن ينظر إليهما على أنهما في تحالف مع مع حزب الشعوب الديمقراطي الذي ينظر إليه على أنه يرتبط بتنظيم "بي كي كي" الذي يخوض حربا على الدولة التركية منذ عام 1984.
نتائج غير مؤكدة في إسطنبول
ووفقا للتقرير تشهد مدينة إسطنبول أكبر المدن التركية منافسة حامية غير متوقعة بين مرشح حزب العدالة والتنمية ورئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم، ومرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو.
يعتقد المراقبون أن يلدريم سيحقق فوزا سهلا بسبب عمله في السابق وزيرا للنقل، حيث شهد عمله بناء الطرق السريعة والقطارات فائقة السرعة في جميع أنحاء البلاد.
ولكن إمام أوغلو الذي كان أول عضو من المعارضة ينجح في الفوز بمنصب رئيس بلدية لمنطقة بيليك دوزو في عام 2014 بعد عشر سنوات، أثبت قدرته على الصمود في وجه حملة يلدريم بفضل أسلوبه المتواضع، وروح الدعابة اللذين لا يقلان عن يلدريم.
وفي ستة من أصل سبعة استطلاعات للرأي أجريت في إسطنبول في الأسابيع القليلة الماضية، ما زال يلدريم في الصدارة بمتوسط من ثلاث إلى أربع نقاط، ولكن استطلاعا أجرته شركة Pollmark أظهر تقدم إمام أوغلو بفارق نقطة واحدة.
وبالنظر إلى هامش الخطأ، ما يزال من الصعب التكهن بمن سيفوز، لكن المحللين يعتقدون أن يلدريم من المرجح أن يكون رئيس البلدية القادم لإسطنبول.
وقال مصدر مقرب من حزب العدالة والتنمية إن استطلاعات الرأي الداخلية تشير إلى أن يلدريم يتقدم على إمام أوغلو بأكثر من نقطة ونصف. مشيرا إلى أن "إمام أوغلو اكتسب أرضية بسبب المشاكل الاقتصادية، لكن يلدريم سيتعافى. هناك أكثر من 15 يومًا للانتخابات."
سباق صعب للحزب الحاكم في أنقرة
ويذكر الموقع أن الحزب الحاكم يواجه وضعا أصعب في العاصمة أنقرة التي يتنافس فيها على منصب رئيس البلدية محمد أوزهاسيكي، عن العدالة والتنمية، ومنصور يافاش مرشح المعارضة ذو الخلفية القومية.
تشير أربعة من استطلاعات الرأي الخمسة التي أجريت في الأسابيع الأخيرة إلى أن يافاش يتقدم على منافسه بأربع إلى خمس نقاط، ولكن الاستطلاع الخامس يتوقع فوز أوزهاسيكي بأربع نقاط.
خطة اردوغان
ويلفت الموقع إلى أنه رغم تقارب نتائج استطلاعات الرأي، فإن لدى أردوغان خطة للتغلب على المعارضة، وحددها الموقع في نقطتين:
أولًا، غيَر الرئيس أردوغان الخطاب المعتاد في الحملة الانتخابية للانتخابات البلدية من الحديث عن البنية التحتية والقضايا البيئية إلى إكساب الخطاب صبغة وطنية، حيث جعل موضوع "بقاء الأمة" موضوعا رئيسيا في خطاباته أمام الحشود.
ويقول نيبي ميس، مدير البحوث السياسية في مركز الدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية "سيتا" إن استراتيجية أردوغان تحقق نتائج إيجابية، مضيفا أن "قرار أردوغان بالقيام بحملات في جميع الولايات تقريبًا ثم في أحياء بعض الولايات مثل أنقرة وإسطنبول يعيد توجيه الناس نحو حزب العدالة والتنمية".
ويرى محللون آخرون أن خطاب أردوغان القومي الذي يستقطب الناخبين في معسكرين ما يزال يعمل بنجاح. وقال بكير أغيردير، المدير العام لشركة الاستطلاعات المستقلة كوندا، إن "الاستقطاب الثقافي لا يزال متفشيًا في المجتمع التركي."
وأضاف أن "أعداد الناخبين الذين يتحولون بين الكتلتين السياسيتين ليس كبيرا. ومع ذلك، فإن غالبية الناخبين الذين لم يحسموا موقفهم هم من أنصار حزب العدالة والتنمية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!