ترك برس
تستضيف ولاية أضنة الواقعة جنوب شرق تركيا عند تقاطع أسواق المستهلكين والمنتجين، استثمار بتروكيماويات ضخمة بقيمة 8 مليارات دولار، في مشروع سيتمُّ تنفيذُه مع الشركاء الأتراك والجزائريين والهولنديين والكوريين الجنوبيين، يُنتظر أن يقلّل من عجز الحساب الجاري بما يقدّر بملياري دولار.
سيساهم مشروع منطقة جيهان لصناعة البتروكيماويات في أضنة، بتخفيض الاعتماد الخارجي في المنتجات البتروكيماوية، وبالتالي عجز الحساب الجاري بملياري دولار.
ويبرز مشروع منطقة جيهان للبتروكيماويات الصناعية في تركيا كأكبر مشروع في صناعة البتروكيماويات، وهو أحد أهم موارد التنمية في البلدان المتقدمة، حيث سيضع تركيا كقاعدة إنتاج عالمية في هذا المجال.
وفي إطار الاستعداد لأول استثمارٍ في منطقة جيهان للبتروكيماويات مع شركة الطاقة الوطنية الجزائرية "سوناطراك"، وشركة "جي إس الكورية للهندسة والبناء" (E&C)، ستتولى "رونيسانز القابضة" (Rönesans Holding) إدارة وتطوير البنية التحتية في المنطقة بالتعاون مع ميناء "روتردام" الهولندي، أيضًا بمثابة بهدف جذب المستثمرين الدوليين إلى جيهان.
عُقد الاجتماع التمهيدي لمنطقة جيهان لصناعة البتروكيماويات، والذي تشارك فيه شركة رونيسانز القابضة في الإدارة بالتعاون مع ميناء روتردام الهولندي وغرفة صناعة أضنة (ASO)، في 24 آذار/ مارس الجاري في أضنة، بحضور وزير البيئة والتوسّع الحضري مراد كوروم ورئيس مجلس إدارة شركة رونيسانز القابضة إرمان إليجاك إلى جانب ممثلين من الشركاء الجزائريين والكوريين الجنوبيين والهولنديين باستثمارٍ بقيمة 8 مليارات دولار.
في كلمته التي ألقاها في الاجتماع، قال وزير البيئة والتوسّع الحضري كوروم إن الطاقة الإنتاجية السنوية لمرفق إنتاج "بولي بروبيلين" في جيهان ستكون 450 ألف طن، ممّا سيمهّدُ الطريق للإنتاج المحلي ويحد من الاعتماد الأجنبي على المواد الخام، مشيرًا إلى أنه بمجرد الانتهاء من التسهيلات، ستغلق تركيا عجزًا سنويًّا يبلغ ملياري دولار وستولّد إيراداتٍ تتراوح بين 4 و5 مليارات دولار.
وقال: "هذا المشروع، الذي سيقلّل من اعتمادنا على الدول الأجنبية، سيجعل اقتصادنا أقوى من جميع النواحي. الاعتماد الخارجي يكسر مقاومة جميع القطاعات. وستكون هذه الشركات الآن قادرة على الوقوف بحزمٍ أمام تقلبات العملة".
أشار رئيس شركة رونيسانز القابضة، إليجاك، إلى أنهم اتخذوا الخطوة الأولى لإنشاء منطقة صناعة البتروكيماويات في جيهان، والتي تمّ تضمينها في البرنامج الاقتصادي متوسط الأجل للرئيس رجب طيب أردوغان الذي يغطّي الفترة ما بين 2019 و2021 كمشروعٍ ذي أولوية، لإنتاج العديد من المنتجات البتروكيماوية، بما في ذلك بولي بروبيلين، وبوليثيلين وPVC، والتي تكلّف قرابة 15 مليار دولار كل عام، في هذا المجال، بالإضافة لتوفير فرص عمل لما لا يقل عن 10 آلاف شخص.
في إشارة إلى الدراسات التي أجريت في السنوات السابقة، أشار إليجاك إلى أنه في عام 2007، تقرّر إنشاء منطقة متخصّصة في الطاقة على مساحة 14 مليون متر مربع في جيهان بقرارٍ من مجلس الوزراء، وأضاف: "لقد كان مشروعًا شاملًا للغاية يغطّي المصافي ومحطات البتروكيماويات ومحطات الطاقة الحرارية والموانئ وحتى أحواض بناء السفن".
وتابع قائلًا: "لقد عملت العديد من الشركات، بما في ذلك غرفة الصناعة في أضنة ووزارة الصناعة والتكنولوجيا، بجدٍّ لإحياء هذا المشروع. لكن الأزمة العالمية في عام 2008، التي أعقبها انخفاض أسعار النفط، قلّصت إلى حدٍّ كبيرٍ عدد الشركات ذات الصلة"، مضيفًا: "أولئك الذين أرادوا المجيء، من ناحية أخرى، استخدموا سنوات من دعاوى نزع الملكية، وأعمال التطوير غير الحاسمة، واستثمارات البنية التحتية التي لم تستطع البدء، لا سيما البنية التحتية للموانئ، كذريعة". وأشار إليجاك إلى أنهم تاسع أكبر شركة بناء واستثمار في أوروبا، مع 75 ألف موظف وقرابة 10 مليارات دولار في الأصول النشطة.
صرّح نائب رئيس ميناء روتردام رينيه فان دير بلاس بأن "منطقة صناعة البتروكيماويات التي سيتم إنشاؤها في جيهان تعد فرصة عظيمة"، مضيفًا أن هذه المنطقة ستكون نقطة تحول بالنسبة لتركيا، وتابع: "سيوفر المشروع فرصًا جديدة. تتمتع هذه المنطقة بالفعل بالصلات اللازمة مع أنابيب الغاز الطبيعي وأنابيب النفط. حقيقة أن تركيا تعمل كجسر بين أوروبا وآسيا، وأن جيهان قادرة على الشحن بسهولة إلى الشرق الأوسط وأفريقيا هي واحدة من مفاتيح النجاح. نحن نأمل أن نستخدم خبرتنا في الشحن عبر العالم لعقودٍ هنا".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!